ان القانون الذي سمي ب النصوص التنظيمية للتعليم العتيق المنشور في الجريدة الرسمية لجهد عظيم يدل على عناء طويل وصبر متواصل واهتمام كبير يؤجر عليه كل من أعده ومن أشرف عليه وقد قرأنا تلك النصوص ووقفنا على تلك الجداول المحددة للمواد والحصص الزمنية المخصصة لكل طور من أطوار التعليم العتيق وأثناء ذلك ثارت في النفس تساؤلات على هامش النصوص بناء على ما مهدناه من ضرورة التعليم العتيق وما بيناه من خصائصه وقداسة مصادره وشرف أهدافه وهذه التساؤلات التي أثارها التعديل الأخير في نظام التعليم العتيق. ومن هذه التساؤلات: - ما مصير مهمة تحفيظ القران الكريم في مساجد المملكة وزواياها بالحواضر والبوادي - ما مصير ابناء المغاربة الذين يحفظون الآن القرآن الكريم وقد تجاوزت اعمارهم السن المنصوص عليه (السادسة) وهو يرغبون في تحصيل العلوم الشرعية واللغة العربية. - أين حرية الآباء وكذك الأبناء في اختيار بعض العلوم دون بعض؟ وتاريخ المغرب يشهد بذلك في الحواضر والبوادي إذ لن يقبل حافظوا القرآن وجلهم فوق العاشرة من العمر؟ - متى يوصف خريج التعليم العتيق بانه فقيه او محدث او مفسر أو أصولي أو لغوي او بلاغي او نحوي بالمعنى الحقيقي اذا الزم بهذا التعديل الجديد؟ - هل الهدف من التعليم العتيق هو إعداد العالم الشرعي الذي يقدر على تلبية حاجات الأمة في وطنها وفي كافة شؤونها الروحية والعبادية والاجتماعية؟ ام هو فقد تخريج افراد معدودين بمؤهلات هي لسانية وفنية اكثر منها فقهية وشرعية ولغوية وليتمكنوا فقط من خطاب الغربيين والتجاوب مع افراد الجالية المسلمة هناك. -ما فائدة انواع التعليم عتيق اصل حر عام اذا كانت نتائجها واحدة في الشكل والمضمون؟ وإذا لم يلب كل نوع من انواع التعليم حاجات معينة من حاجات الامة لا يلبيها غيره من الانواع. هل هذه البرامج - في التعديل الاخير وبتلك الحصص الهائلة في الفرنسية والانجليزية والرياضيات و.. والمتوسطة والقليلة في الفقهيات وعلوم القرآن وعلوم السنة والسيرة النبوية والتوحيد هل تنتج المتخصصين والمتمكنين في فنون اللغة العربية وفي مجالات الفقه والتشريع الاسلامي؟ هل هذه الحصص الزمنية المحددة تكفي لحفظ القرآن الكريم حفظا متقنا وتعلم رسمه تعلما يحفظ لرسم القرآن خصائصه ومميزاته. وإذا كان لابد من تعديل فيلزم أن تخصص لفنون اللغة العربية والمواد الشرعية 2/3 ثلثي الحصص الزمانية في الطورين الابتدائي والاعدادي و 3/4 ثلاثة ارباع الحصص الزمانية في الطورين الثانوي والنهائي. هذا وإن الاجحاف الواضح في الحصص الزمانية المخصصة للمواد الشرعية الاساسية كما يبين ذلك جدول الحصص.