استأثر موضوع نفايات عصر الزيتون، بشقيها التقليدي والعصري، باهتمام المشاركين في اللقاء المخصص لإشكالية البيئة والتنمية المستدامة بإقليم قلعة السراغنة الذي انعقد أخيرا بقصر المؤتمرات بعمالة الإقليم. فقد نبه المتدخلون، من منتخبين ومنتجين وفاعلين جمعويين إلى أن المنطقة مهددة في مستقبل غير بعيد بمشكلة بيئية جراء تدفق نفايات معاصر الزيتون في الخلاء، وسط المزارع والحقول، وأنه بات من الضروري التعجيل بالعمل على وقف هذا النزيف البيئي الزاحف. واقترحوا ضرورة إقحام جامعة القاضي عياض، كفاعل حيوي في محيطه الاقتصادي والاجتماعي، عبر كفاءاتها العلمية وأبحاث طلبتها وأساتذتها على صعيد جهة مراكش تانسيفت الحوز، خاصة في ما يرتبط بالمحيط البيئي والطبيعي لهذه الجهة، قصد تشخيص الوضعية الراهنة، ورصد المناطق المهددة بمخاطر هذه الآفة البيئية على المدى القريب والبعيد، وسبل التعاون في هذا المجال. وأشارت بعض المصادر إلى أن مخاطر مادة (المرجان)، تتجلى في مكوناتها السامة والمعقدة من حيث تركيبتها، والمستعصية من الناحية العلمية حتى الآن على المعالجة، فهي تتسرب بدرجة متسارعة إلى باطن الأرض لتؤثر على جودة الموارد المائية الجوفية، علاوة على ما لها من آثار سلبية على خصوبة التربة وتدهور وضعية المغروسات والنباتات والأضرار التي تلحقها بالساكنة ومحيطها. وأضافت أنه مع تزايد معاصر الزيتون التقليدية وما انضاف إليها من تقنيات ومطاحن حديثة في مجال تثمين المنتوج، لم يواكبها أي تفكير جدي في تدبير نفايات كل هذه المعاصر والمطاحن، التي غمرت نفاياتها الأراضي والحقول، وأصبحت معضلة (المرجان)، آفة حقيقية ومدمرة تهدد حياة الإنسان وبيئته، ما لم يتم التصدي لها بالجدية اللازمة عن طريق الوقاية من مخاطرها أولا، والبحث ثانيا عن السبل الكفيلة بوضع حد لآثارها السلبية. وأبرزت مصادر جامعية إلى أن هناك أبحاث ستنتهي إلى أن ما سيتبقى من هذه النفايات بعد عملية فرز واستبعاد كل المواد السامة والملوثة سوف يستغل كأسمدة ذات جودة عالية في إنتاج الحبوب والذرة وغيرها من الزراعات، فضلا عن استعمالها أيضا في تنمية أغراس شجرة الزيتون ذاتها.