أطلقت 40 جمعية نسائية مغربية محلية بمبادرة من منتدى الزهراء للمرأة المغربية نداء لمناهضة الاستغلال الجنسي للمرأة . وأكد النسيج الجمعوي المذكور في ندوة وطنية حول: الاستغلال الجنسي للمرأة في المغرب: مقاربة تشخيصية وآفاق العلاج نظمها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، أن الدعارة تعتبر أبشع استغلال الجنسي تتعرض له النساء. وأوصى المشاركون في الندوة التي نظمت يوم 4 مارس بالمكتبة الوطنية بالرباط بشراكة مع المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا بتبني مقاربة شمولية، تربوية وثقافية وتنموية واجتماعية وإعلامية وأمنية وقانونية، تركز على الأسباب والاختلالات الأساسية التي تفرز هذه الظاهرة، وتسهم في التوعية بمخاطرها، وفي مقاومة كل أشكال التطبيع معها. كما طالبوا بسن قوانين لحماية النساء من العنف بكافة أشكاله ومن الاستغلال والتحرش الجنسي، والضرب بقوة القانون على شبكات الدعارة المنظمة. وحث المشاركون على بذل الجهود للحد من التلاعب ببطاقة فنان التي تتخذ مطية لممارسة الدعارة عند تهجير الفتيات إلى الخارج. وشملت التوصيات أيضا تنظيم قوافل الرحمة الطبية للكشف عن داء السيدا، والعمل على انتشال النساء الفقيرات الممارسات للدعارة عبر إيجاد مصادر مدرة للدخل لهن، إضافة إلى تشديد العقوبة على استغلال جسد المرأة وإعادة النظر في النصوص القانونية المتعلقة بها، وكذا الإسراع بإخراج القانون المنظم لخدم البيوت. وأعلنت بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، أثناء الندوة أن المنتدى سينجز دراسة حول دعارة القاصرات، وذلك تتميما منه للمناقشات المتعلقة بالاستغلال الجنسي للنساء في المغرب. وكشفت دراسة قدمتها المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا أثناء الندوة، أن من بين 500 امرأة تمثل نسبة 32 في المائة ممن مارست أو مورست عليها أول عملية جنسية في سن يتراوح ما بين 6 سنوات و15 سنة. و59 في المائة ذكرن أن سن أول ممارسة جنسية تلقين عنها مقابلا ماديا تتراوح أعمارهن ما بين 9 و20 سنة. ومن جهتها أكدت نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، أن زاوية مقاربتها تقتصر على التحسيس بمخاطر ممارسة الدعارة دون إصدار أحكام قيمة، وقالت أثناء افتتاح الندوة: نحن في المنظمة لا نمتلك الوسائل لتغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للنساء الممارسات، ولكننا نتحرك في مجال الدفع بهن إلى تغيير سلوكهن وتحسيسهن بمخاطر ممارساتهن وتشجيعهن على البحث عن وسائل للابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى إلى تبخيس ذواتهن. وتناولت الدكتورة عائشة فضلي الأضرار الصحية لمارسة الدعارة من خلال بسط مفصل للأمراض المنقولة جنسيا، سيأتي تفصيلها في عدد لاحق، وشددت المحامية سعاد زخنيني على أهمية تفعيل القوانين وتقويتها في اتجاه محاصرة الاستغلال الجنسي للنساء. وفند أستاذ علم الاجتماع عبد الرحيم عنبي في مداخلة له بعنوان: إشكالية التوافق السيكو سوسيولوجي لدى ممارسة الدعارة ربط الدعارة بعامل الفقر، مستندا في ذلك على دراسات ميدانية تؤكد أن الكثير من ممتهنات الدعارة يمارسنها من أجل الترقي الاجتماعي وليس بالضرورة الفقر الذي ينسحب على فئات قليلة.