لم يعد تقرير نيوزويك، الذي تحدث عن تدنيس جنود أمريكيين للقرآن الكريم بمعتقل غوانتنامو، وأثار كل تلك الضجة التي سقطت على إثرها أرواح طاهرة في عدد من البلاد الإسلامية احتجاجا على عملية التدنيس تلك، تقريرا معزولا، بعد أن اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لأول مرة بأن بعض الأخطاء ارتكبت في حق القرآن الكريم. فقد كشف تقرير للبنتاغون تحدثت عنه وسائل الإعلام أخيرا تفاصيل تعامل جنود أمريكيين مع القرآن الكريم في المعتقل، والتي كان من بينها حالة طال فيها بول أحد الحراس المصحف، وحالات أخرى تعرض فيها القرآن للركل والوطء بالأقدام والبلل، غير أن التقرير أوضح أنه لم يستطع التأكد من قيام أحد الجنود برمي المصحف في المرحاض. هذا الاعتراف الذي صدر من البنتاغون على مضض، يؤكد حقيقة تدنيس القرآن الكريم، رغم أن التقرير حاول أن يحصر عملية التدنيس في حالات محدودة ونادرة، في مخالفة صريحة لما سبق لمعتقلين سابقين بغوانتنامو أن صرحوا به لوسائل الإعلام العربية والدولية، من أن الجنود الأمريكيين كانوا يتعمدون في أحيان كثيرة إهانة المصحف الشريف ليس في غوانتنامو فقط، بل منذ بداية الاعتقال بأفغانستان. غير أن التساؤل يبقى قائما حول الخطوات التي ستتخذها الإدارة الأمريكية بعد هذا الاعتراف، فهل ستسعى لمعاقبة كل من ثبت تورطه في جريمة إهانة كتاب الله عز وجل، وهل ستقدم اعتذارا للمسلمين على ما لحق كتاب ربهم من أذى؟ ولقد كانت عملية تدنيس القرآن الكريم جريمة نكراء، انضافت إلى سلسلة الجرام التي ارتكبتها الولاياتالمتحدة في حق العالم الإسلامي، وهو ما يفرض على واشنطن اتخاذ تدابير سريعة لإصلاح الوضع، وإعطاء ضمانات حقيقية تؤكد للمسلمين أن مقدساتهم لن تدنس مرة أخرى.