أشارت اليوم صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن حادثة تدنيس القرآن الكريم التي كانت أوردتها مجلة نيوزويك الأمريكية،لا تعد الحادث الأول الذي ورد ذكره عبر وسائل الإعلام بشأن تعرض المصحف الشريف للامتهان على أيدي الجنود الأمريكيين بمعتقل جوانتانامو بكوبا. فقد نقلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية والدولية تقارير سابقة بشأن حوادث مشابهة قصها معتقلون سابقون أو محامون لهم أو غيرهم من المصادر القريبة من التحقيقات.فقد صرح جيمس يي، وهو مسلم كان قد اعتقل في جوانتانامو وتمت تبرئته من التهم الموجهة إليه، أن امتهان حراس السجن للقرآن الكريم وسوء تعاملهم معه دفع المعتقلين إلى القيام بإضراب عن الطعام في مارس عام 2002. وقد أكد كذلك محاموه أن الإضراب قد توقف فقط عندما أصدر القادة العسكريون اعتذارًا للمعتقلين بالمعسكر عبر مكبرات الصوت، إلا أن الإساءة إلى المصحف الشريف استمرت بعد ذلك أيضًا. وقال مترجم سابق بالجيش الأمريكي بخليج جوانتانامو، إريك سار، كان قد ألف كتابًا حول المعاملة السيئة التي يتعرض لها المعتقلين في جوانتانامو : إنه لم ير أبدًا واقعة وضع القرآن في المراحيض، موضحًا خلال لقاءات معه، وفي أجزاء من كتابه أن الحراس كانوا يتجاهلون بصورة روتينية مشاعر المعتقلين، حيث يقذفون بالمصاحف على الأرض عند تفتيش زنازين المعتقلين.وبحسب واشنطن بوست فإن العديد من المعتقلين ممن لم يتم التأكد من صحة رواياتهم بشأن تلك الحوادث، كانوا قد صرحوا لكثير من وسائل الإعلام أن معسكرات الاعتقال في جوانتانامو وأفغانستان قد شهدت وقائع إهانة للقرآن الكريم كالوقوف عليه بالأقدام، وقذفه على الأرض، وكذلك وضعه في المراحيض. وكان معتقل سابق يدعى آريات فهيتوف قد صرح للتليفزيون الروسي في يونيو الماضي أن الحراس الأمريكيين كانوا يمزقون المصحف أمام أعين السجناء، ويلقون به في المراحيض لإذلال المعتقلين. وهو ما أكده سجين سابق يدعى عبد الله تبارك حيث كان قد أخبر صحيفة مغربية في ديسمبر الماضي بشأن امتهان القرآن على أيدي حراس السجن، مضيفًا : أن الحراس كذلك كانوا يحاولون منعه من الصلاة حيث يدخلون زنزانته ومعهم كلاب بوليسية لتخويفه ومنعه من الصلاة. وقد أوضح كذلك تبارك أن : السجناء قد قاموا باحتجاجات رافضة لامتهان القرآن الكريم، وأن إدارة المعتقل قد وعدتهم بسن أوامر تلزم الجنود الأمريكيين بعدم لمس المصاحف ثانية، وقد أصدر البنتاجون تلك الأوامر في 19 يناير عام 2003.