أطلق مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" حملة من خلال شبكة الإنترنت لتوفير نسخ مجانية من القرآن الكريم للأمريكيين الراغبين في قراءة المصحف الشريف والتعرف عليه.يأتي ذلك بعدما ظهر للأمريكيين مكانة المصحف الشريف لدى المسلمين الذين خرجوا في احتجاجات عنيفة ضد أمريكا في أعقاب تردد أنباء عن تدنيس محققين أمريكيين له في معتقل جوانتانامو بكوبا. وأعلن كير عن إطلاق هذه الحملة في مؤتمر صحفي عقد بمقره الرئيسي بواشنطن الثلاثاء 17-5-2005، شارك فيه ممثل عن النائب "جون كونيورز" عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية مشيجان. ويمكن للأمريكيين الراغبين في الحصول على النسخ المجانية من المصحف الشريف المترجم للغة الإنجليزية تسجيل أسمائهم على موقع خصصه كير لهذا الغرض؛ بحيث تصل النسخة إليهم. وعن هدف الحملة القائمة على التبرعات قال نهاد عوض -المدير العام لكير- خلال المؤتمر الصحفي: إنها تهدف لتوعية الأمريكيين بصورة الإسلام الصحيحة، وتوفير القرآن لهم ليطلعوا عليه بشكل مباشر، مؤكدا على "مكانة القرآن في العقيدة الإسلامية، ولدى المسلمين في شتى أنحاء العالم". وأضاف عوض أن مختلف الإحصاءات الصادرة بخصوص موقف الرأي العام الأمريكي من الإسلام والمسلمين تؤكد على أن ثلثي الشعب الأمريكي ليس لديهم معرفة كافية بالإسلام والمسلمين، ويرغبون في معرفة المزيد عنهما. وأوضح المدير العام لكير أن وسائل الإعلام الأمريكية التي اتصلت بمنظمته للتعليق على المظاهرات التي نشبت في عدد من الدول الإسلامية؛ احتجاجا على تدنيس القرآن أبدت دهشتها وعدم فهمها لأهمية القرآن في حياة المسلمين عبر العالم. وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية قد كشفت يوم 9 مايو 2005 عن وجود انتهاكات بمعتقل جوانتانامو بكوبا تتعلق ب"وضع مصاحف في المراحيض، وأنه تم إلقاء مصحف داخل المرحاض، في حالة واحدة على الأقل"، غير أن المجلة تراجعت بعد ذلك، وقالت يوم 15 مايو 2005: إن مسألة التدنيس قد لا تكون صحيحة، وقال مراقبون: إن تراجع الصحيفة عما نشرته ربما يكون بسبب ضغوط مورست عليها من قبل الإدارة الأمريكية. انتهاكات مستمرة وأوضح عوض أن اعتذار نيوزويك عن الأخبار التي نشرتها بخصوص تدنيس القرآن لن يزيل الضرر الذي لحق بصورة أمريكا بسبب وجود تقارير سابقة عن الإساءات والانتهاكات التي تعرض لها مسلمون في المعتقلات الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان وغيرهما. وأشار إلى أن كير أطلقت في أواخر شهر إبريل 2005 حملة بالمشاركة مع منظمة العفو الدولية طالبت فيها المسئولين الأمريكيين بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في حوادث التعذيب التي وقعت في المعتقلات الأمريكية. وذلك على غرار اللجنة التي أسست للتحقيق في حوادث سجن أبو غريب بالعراق. وقتل نحو 16 شخصا وأصيب أكثر من 100 آخرين في احتجاجات ضد تدنيس القرآن في عدد من الدول الإسلامية، منها أفغانستان وباكستان وإندونيسيا وقطاع غزة ومصر. كما صدرت إدانات للحادث في السعودية وجامعة الدول العربية وبنجلادش وماليزيا. من جانبه أكد النائب جون كونيورز على "ضرورة معاملة الكتاب المقدس للمسلمين وأي كتب مقدسة أخرى معاملة مليئة بالاحترام والتقدير"، مشيرا إلى أن هذا الهدف لن يتحقق إلا بمزيد من التوعية والتعليم. كما كرر كونيورز مطالب كير للإدارة الأمريكية بتعيين لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون في المعتقلات الأمريكية. كان البيت الأبيض قد طلب من مجلة نيوزويك أن تساعد على إصلاح الأضرار التي لحقت بصورة الولاياتالمتحدة في العالم الإسلامي بسبب تقريرها حول تدنيس القرآن الكريم. وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض: "قواتنا الأمريكية تتعامل مع القرآن الكريم باحترام وعناية فائقين". وبدأت القيادة العسكرية الجنوبية الأمريكية المسئولة عن السجون المحتجز فيها الأجانب المشتبه بتورطهم في "الإرهاب" تحقيقا لتقصي الحقائق الأسبوع الماضي بعد نشر تقرير النيوزويك. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): اللجنة المكلفة بالتحقيق تقوم بمراجعة حوالي 31 ألف وثيقة لمعرفة هل ألقى عسكريون أمريكيون في جوانتانامو بالمصحف في مرحاض. وأضافت أن التحقيق لا يتضمن إجراء مقابلات. موقع كير للتعريف بالقرآن الكريم