حج مساء يوم الجمعة 18 ربيع الثاني 1426 ه/ 27 ماي 2005 آلاف المواطنين إلى ساحة البرلمان. جموع من النساء والرجال والأطفال لم تألفها الساحة التي غالبا ما تكون غاصة بالعاطلين حاملي الشواهد العليا للمطالبة بالشغل، أو النقابيين الذين يحتجون على السياسات الحكومية، والمطالبة بالحقوق. الجموع الغفيرة هذه المرة جاءت لتعبر عن احتجاجها وغضبها على ما تقترفه يد الجناة من الجنود الأمريكان من تدنيس للمصحف وإهانة للقرآن الكريم، تلبية للنداء الذي وجهته تنظيمات الحركة الإسلامية المغربية المكونة من حركة التوحيد والإصلاح، وجماعة العدل والإحسان، والحركة من أجل الأمة، ونادي الفكر الإسلامي، إلى الشعب المغربي في إطار اليوم العالمي للاحتجاج على تدنيس القرآن الكريم وإهانته من قبل الجنود والمحققين الأمريكان. الجموع الغفيرة الغيورة على دينها ومقدساتها صدحت بأعلى حبالها الصوتية مرددة شعارات: "بعد العراق وأفغانستان أمريكا داست القرآن ..المغاربة أجمعون على القرآن مدافعون .. لا إلاه إلا الله والقرآن كتاب الله ..يا بوش يا مهووس القرآن فوق الرؤوس .. القرآن في عيننا وربي حفظوا لنا .. لا تدنيس ولا تحريف للمصحف الشريف..." وغيرها من الشعارات التي تعبر عن حب المغاربة لدينهم ونبيهم وقرآنهم. واختتمت الوقفة التي مرت في جو إيماني سلمي، ولم تعرف لغوا، بتلاوة البيان الختامي الذي حمل الإدارة الأمريكية مسؤولية هذه الجرائم البشعة في حق كتاب الله التي تنضاف إلى جرائم الإبادة والتقتيل الجماعي التي يرتكبها جنود أمريكا. ودعا البيان الولاياتالمتحدةالأمريكية بتقديم اعتذار رسمي للمسلمين عن هذه الإهانة، وإلى إجراء تحقيق دولي في هذه الجريمة، وتقديم المسؤولين عنها والمنفذين لها إلى محاكمة دولية باعتبارها تمثل خرقا للقوانين الدولية ذات الصلة بأسرى الحرب. ودعا البيان الدول والحكومات الإسلامية والأحزاب والمنظمات والهيئات البرلمانية إلى التعبير عن استنكارها لهذه الأفعال الإجرامية ودعوة المسؤولين الأمريكيين لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمعاقبة المسؤولين المباشرين عنها والمنفذين لها، محملا الحكومة والبرلمان المغربيين في الوقت ذاته مسؤولية اتخاذ موقف رسمي قوي ضد هذا الفعل الإجرامي الشنيع. ودعت تنظيمات الحركة الإسلامية المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية الجهوية وكافة العلماء بالمغرب إلى القيام بواجبهم والانخراط المسؤول في حملة نصرة القرآن الكريم والدفاع عن حرمات الأمة الإسلامية ومقدساتها. ودعت كافة الهيئات السياسية والمدنية والمفكرين والمثقفين ومكونات المجتمع المدني بالمغرب إلى التعبير عن استنكارها واحتجاجها على إهانة مقدسات المسلمين. وتجدر الإشارة إلى أن تنظيمات الحركة الإسلامية الداعية للوقفة دعت إلى التوقيع على طلب اعتذار رسمي للأمة الإسلامية من قبل الإدارة الأمريكية، والتوقف الفوري عن إهانة القرآن الكريم والابتزاز المستمر للمسلمين. النص الكامل للبيان الختامي طلب اعتذار رسمي للأمة الإسلامية