ساكنة المغرب تبلغ 31 مليون نسمة، وعدد الاشتراكات بالهاتف النقال بلغت أزيد من 25 مليونا، وشدة المنافسة بين شركات الاتصالات تزداد حدتها في الآونة الأخيرة، فهل مايزال هناك هامش لمزيد من التوسع في قطاع الاتصالات الذي يشكل فيه النقال أهمية كبيرة؟ أم أن المعركة بين الشركات ستأخذ طابع الاستقطاب داخل هذه الدائرة العددية فحسب. والمراهنة على مجال الانترنيت الذي ما يزال عدد المشتركين لم يتجاوز المليون منخرط؟ الهاتف النقال بلغ عدد المشتركين في الهاتف النقال بالمغرب خلال السنة الماضية إلى أزيد من 25 مليونا و311 ألف مشترك، حسب إحصاءات الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات الصادرة الخميس الماضي. وارتفعت نسبة النفاد إلى الهاتف النقال بالمغرب، فقد حافظت على وتيرة التطور خلال السنوات الماضية، إذ مازالت اتصالات المغرب تستحوذ على حصة الأسد في سوق الهاتف النقال بنسبة تفوق النصف، تليها ميدتيل بحوالي الثلث، ونسبة قليلة لوانا. ومازال القطاع يعرف العديد من الاختلالات من قبيل البطائق الهاتفية المجهولة الهوية، إذ أكد مصدر من اتصالات المغرب أن المشكل مازال قائما، وأن نسبة هذه البطائق مرتفعة، مؤكدا أن تطبيق هذه الإجراءات سيضيع على الفاعلين الثلاث بالمغرب خسائر مالية كبيرة. ويبين دفتر التحملات المقدم إلى شركات الاتصالات عن ضرورة أخذ جميع المعطيات الشخصية للزبون الذي يقتني البطاقة الهاتفية، ويجب أن يكون كل زبون موضوعه تعريف يتضمن كل من الاسم العائلي والشخصي، والعنوان، ونسخة مصورة لبطاقة تعريف رسمية، ويجب أن يتم هذا التعريف عند طلب الاشتراك، إلا أن هذه المقتضيات لا يتم احترامها. الأنترنيت وبموازاة التطور الكبير الذي يعرفه سوق الهاتف النقال، فإن نسبة المشتركين في الأنترنيت ماتزال ضعيفة، إذ أكدت الوكالة بأن عدد هؤلاء المشتركين يناهز المليون و187 ألف مشترك، وهو ما يعني أن نسبة التطور وصلت إلى النصف مقارنة مع سنة .2008 وتصل حصة اتصالات المغرب بشبكة الأنترنيت إلى النصف متبوعة بوانا وميديتيل. وكشفت دراسة منجزة من لدن وزارة تحديث القطاعات العامة أن هناك حاسوبا واحدا لكل أربعة موظفين في القطاع العام ونصف هذه الحواسيب فقط مرتبط بالأنترنت، و12% من موظفي القطاع العام لديهم عنوان إلكتروني. وكشفت الدراسة أن ربط كافة المؤسسات الحكومية بخدمات التكنولوجيا يبقى هدفا بعيد المنال. وأكدت الدراسة العدد القليل للموظفين المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات الذين لا تتجاوز نسبتهم 1% من الموظفين في مختلف الهيئات الحكومية. ومازالت نسبة توفر الأسر المغربية على الأنترنيت ضعيفة، إذ أكدت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن نسبة الأسر المتوفرة على الأنترنيت بالمغرب تصل إلى 14 في المائة خلال السنة الماضية مقارنة مع 7 في المائة خلال كل من سنتي 2006 و ,2007 ووصل عدد المشتركين بالأنترنيت حسب السكان خلال السنة الماضية إلى 2,2 في المائة بعدما كان في حدود 1,7 خلال سنة .2007 ويعتبر نصف المغاربة أن العامل المادي أهم عائق لشراء الكمبيوتر مقابل غياب الحاجة ب27 في المائة و24 في المائة بسبب الأمية، وتبقى هذه الأسباب مرتفعة في المجال القروي مقارنة مع الوسط الحضري. وحسب بعض التصريحات الرسمية فإن تسجيل قطاع الهاتف النقال قفزة نوعية فإن ذلك انعكس سلبيا على شبكة الهاتف الثابت، وأن سعر الاشتراك في شبكة الأنترنت مايزال باهضا في المغرب كما هو الشأن بالنسبة لسعر الحاسوب، مما يفسر التأخر الذي يشهده المغرب في هذا المجال. الهاتف الثابت وبالنسبة للهاتف الثابت، وصل عدد المشتركين إلى أزيد من 3 ملايين ونصف مليون، وهو ما يعني أن السوق عرف تطورا متوسطا مقارنة مع السنة الماضية. وتبقى نسبة النفاد إلى الهاتف الثابت ضعيفة، إذ تحتل الأسر الرتبة الأولى من حيث الزبائن، ثم المهنيون والمخادع الهاتفية. وتتوفر وانا على النسبة الكبيرة من سوق الهاتف، متبوعة باتصالات المغرب وميديتيل بنسبة قليلة جدا. وعرف سوق المخادع الهاتفية والهواتف العامة التي تستعمل فيها البطائق انخفاضا ليصل إلى 172 ألفا خلال السنة الماضية. الأسعار ينتظر أن تعرف أسعار المكالمات بالمغرب انخفاضا بعد دخول إنوي التابعة لوانا السوق المغربية. خصوصا أن كلفة الاتصالات في المغرب من بين الدول الأكثر ارتفاعا على المستوى العربي، حسب النتائج التي توصلت إليها مجموعة المرشدين، المتخصصة في إنجاز الأبحاث حول الاتصالات. ويطرح ارتفاع عدد المشتركين بالهاتف النقال مقابل ضعف مشتركي الأنترنيت أكثر من تساؤل حول البنية الاجتماعية ومدى مواكبتها للتطورات التكنلوجية.