لا أظن أنه بعد التصريحات المشينة التي أعلن عنها المغني ألتون جون في حق المسيح عليه السلام، سيكون بعض المحسوبين على الحداثة قادرين على الدفاع عن مشاركته في مهرجان موازين هذه السنة، فهذا المغني الشاذ الذي يفتخر بعلاقته الجنسية مع غريمه، لم يتردد في وصف نبي من الأنبياء بكونه كان رجلا مثليا. يبدو أن هذا التصريح قد حسم النقاش، ووضع قناعات الحداثوين على المحك، فإما أن يكونوا فعلا يدافعون عن التسامح واحترام كل الأديان، ويطالبوا برفض استضافة هذا المغني على أرض المغرب، وإما أن يبرهنوا مرة أخرى أنهم لا يلتزمون أي مبدأ إلا الانتصاب في مواجهة خصومهم مهما كلفهم ذلك من تناقضات في الفكر والموقع والخطاب. أما وزارة الثقافة التي تسهر على تنظيم هذا المهرجان، فبين يديها هذه التصريحات الفتنوية التي لا تسيء فقط إلى المسيحيين؛ بل وتمس مشاعر كل المسلمين والمؤمنين بالشرائع السماوية، ولها أن تثبت هي أيضا أي مفهوم تحمله عن الحرية والإبداع من جهة، وأي فهم تمتلكه عن الانفتاح والتسامح من جهة ثانية.