التقرير الذي قدمه وزير الصحة التضامن الفرنسي للبرلمان الفرنسي في شتنبر 2006 في 49 صفحة، تناول في البدء وضعية تعاطي الكحول في فرنسا، مؤكدا أن تعاطي الكحول يشكل محددا رئيسا للصحة الفرنسية على الرغم من الحساسية التي يتناول بها هذا الموضوع مجتمعيا، وتناول التقرير الأخطار التي يشكلها الخمر على جميع شرائح الشعب وفئاته وبشكل خاص على الشباب، وتعرض بالتفصيل للأخطار التي يتعرض لها الشباب بسبب وقوعهم تحت تأثير الكحول، وأشار إلى النتائج السلبية لتناول الكحول على المستوى الصحي والاجتماعي، وأبرز التقرير في هذا الصدد أن تعاطي الكحول يمثل السبب الثاني في الوفيات في فرنسا، وأكد التقرير أن ارتفاع نسب الوفاة يرتبط بشكل قوي بنوع الفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها المدمن، وبحسب الأماكن، كما شدد التقرير على أن تعاطي الكحول يمثل عاملا شريكا في ظهور العديد من الأمراض، وكشف التقرير أن تعاطي الكحول يمثل السبب الرئيس للإعاقة الذهنية غير الوراثية بالنسبة للأطفال، وركز التقرير على دور تعاطي الكحول في الاختلال المجتمعي وتمثيله لكلفة اجتماعية يدفعها مجموع شرائح الشعب. وانتهى التقرير ضمن تشخيصه لوضعية ارتفاع وتيرة الاستهلاك المفرط للكحول في فرنسا إلى أن الأمر يرجع إلى سببين اثنين هما عدم وجود معرفة كافية بالأخطار التي يمثلها تعاطي الكحول، والسطحية في التعامل مع المنتوج الكحولي. وبعد أن يسرد التقرير بالتفاصيل (انظر القضايا الست التي فتحها التقرير للنقاش والتفاصيل التي تضمنها) دعا إلى فتح نقاش موسع يشارك فيه عموم الشعب الفرنسي ولا يبقى فقط حكرا على المختصين والفاعلين المؤسسيين.