وضع ممرض في مستوصف بسبت المعاريف بمدينة الجديدة حدا لحياته شنقا صباح يوم الجمعة 8 يناير 2010، وحسب مصادر من أسرة الهالك، فإن الممرض (ع،ع ) من مواليد ,1958 كان قد خرج من بيته الوظيفي المجاور للمستوصف يوم الجمعة الأخير، وأخبر زوجته أنه سيتوجه إلى مدينة أزمور لزيارة أهله، ولم يظهر له أثر إلى يوم السبت في حدود الساعة الخامسة مساء، بعد أن اكتشف أحد الأشخاص أن جثة الممرض معلقة بإحدى غرف المستوصف على جانب أحد الجدران. وأفاد أخ المنتحر أن شقيقه كان يعاني من مشاكل مادية بعد لجوئه إلى وكالات القروض التي تركت في راتبه 500 درهم فقط حسب آخر كشف حساب له، ونظرا لتحمله مسؤولية عائلته المتكونة من زوجته وثلاثة أبناء أكبرهم يتابع دراسته في مستوى الباكالوريا، فإن الهالك لجأ كذلك إلى الاقتراض من بعض الأشخاص الذين يتعاملون بالربا عبر ضمانات بالشيك البنكي، مما جعل الأمور تتطور، ويصل المبلغ الذي في ذمته لدى الأشخاص المقرضين إلى 80 ألف درهم . وتعقدت الأمور بعد مسلسل التهديدات من قبل بعض المقرضين، إذ وصل الأمر إلى حد التهديد بالقتل حسب ما أخبر به أفراد أسرته قبل وفاته. واستنادا إلى نفس المصدر، فإن الهالك كان قد حاول الانتحار في وقت سابق بسبب المشاكل نفسها، بعد أن رمى بنفسه في إحدى قنوات السقي، مؤكدا أن وضعية الهالك تأزمت ماديا، بسبب إدمانه على القمار (التيرسي)، مما أوقعه في مصيدة الاقتراض من الوكالات البنكية ثم الاقتراض من أشخاص، كما أجهز على مبالغ مالية كبيرة كان قد حصل عليها جراء بيعه لحصته في أراضي فلاحية كان قد ورثها بعد وفاة والده.واعتبر محمد نظيف أستاذ الاقتصاد الجامعي أن ثقافة الديون جديدة على المجتمع، وتؤثر عليه بكون الأفراد يريدون أن يظهروا العديد من الوسائل ليس لهم قدرة على تمويلها، فضلا عن انعكاسها على الوضع الاجتماعي عبر تشتت الأسر وارتفاع نسبة الطلاق. وأكد نظيف أن هذه الوضعية يمكن أن تؤدي إلى إفلاس بعض المواطنين، وإلى أزمة خطيرة، على اعتبار أنهم غير قادرين على مسايرة هذه الديون.وأكد حسن قرنفل، الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع، أن القمار ظاهرة اجتماعية، وأنه كثيرا ما يدفع القمار إلى الاقتراض، وهو سلوك لا عقلاني، يؤدي إلى تفاقم المشاكل. واعتبر أن الأشخاص المدمنين على القمار يعانون من أمراض نفسية على غرار ما يقع في المخدرات والخمور. وقال إن المجتمع مفتوح على أشكال جديدة من الاستهلاك تفوق دخل الأسر المتوسطة والضعيفة، وأمام الإغراءات، يضطر الأفراد إلى تلبية رغبات أسرهم، ومن ثم اللجوء إلى القروض الاستهلاكية التي تتنافس المؤسسات على تقديمها، والتي تبحث عن الأرباح فقط، ولا يهمها النتائج الكارثية التي تحل بالأسر. وشدد على الدولة أن تتدخل على مستوى المؤسسات المالية من أجل المراقبة، على اعتبار أن هذه المؤسسات تقرض بدون شروط معينة، مما يفقد العديد من الأفراد قدرتهم الشرائية، حسب المصدر ذاته. وبلغت القروض التي يجد أصحابها صعوبة في ردها، أزيد من 31 مليار درهم خلال نونبر من ,2009 حسب الإحصاءات النقدية لبنك المغرب لشهر نونبر الماضي. وأكدت الجمعية المهنية لشركات التمويل أن أزيد من 80 ألف موظف يعيشون بأجرة أقل من 500 درهم، و4300 موظف يعيشون بأقل من 1000 درهم، بسبب قروض الاستهلاك، وذلك إلى حدود نونبر من سنة .2008 وحسب بيانات شركة اليانصيب الوطني، فقد وصلت مبيعاتها خلال سنة 2008 إلى 562 مليون درهم، إذ جاءت لعبة اللوطو في الرتبة الأولة من حيث المبيعات، تليها لعبة بيكنبلاي والكينو والكواطرو وكوب كازينو والجوكير، وحافظت مبيعات الشركة على تطورها خلال السبع سنوات الماضية.