تحرَّكت قافلة "شريان الحياة 3" بقيادة النائب البريطاني جورج غالاوي من ميناء العقبة في ساعةٍ مبكرةٍ من صباح اليوم، متوجهةً إلى الأراضي السورية ومنها إلى العريش المصرية؛ استجابةً للمبادرة التركية التي توصَّل إليها مبعوث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع السلطات المصرية المختصة. وفي تصريح ل"المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم الثلاثاء (29-12)، قال زاهر بيراوي الناطق الرسمي باسم القافلة وعضو قيادتها: "تقديرًا من قيادة القافلة للمواقف التركية المتميزة في دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، وتقديرًا للجهود التي تُبذَل من قِبَل الأتراك في هذه القافلة على وجه التحديد؛ حيث يشارك في هذه القافلة 170 متضامنًا تركيًّا و65 سيارة من الأتراك، وحتى نؤكد للحكومة المصرية أننا لسنا في معركة مع الحكومة المصرية على مسألة سيادة مصر على أرضها؛ فقد أبدينا مرونةً كبيرةً في التعاطي مع المقترح التركي ووافقنا على تغيير المسار". وأكّد بيراوي أن "هذا التغيير سيكلِّف القافلة ثلاثة أيام من عناء السفر، وما لا يقل عن ثلاثمائة ألف دولار تكاليف مادية؛ كان الأولى أن تذهب للمحتاجين من أطفال غزة وأيتام غزة والمحاصرين في قطاع غزة، بدلاً من أن تذهب لشركات الشحن البحري". كما جدَّد بيراوي تأكيد حرص القافلة على تحقيق هدفها الأساس من كل ما تقوم به؛ حيث قال: "حرصنا أن نحقق هدفنا الإنساني والخيري؛ باعتبار أننا مؤسسةٌ خيريةٌ ومؤسسةُ تضامن مع الشعب الفلسطيني.. حرصنا أن نحقق الهدف الأساس وهو إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ لأن المساعدات بدأت تتأثر بالشمس الحارقة في العقبة". وحول اللغط الذي تمَّ تناوله إعلامًّا حول تعليمات مصرية سابقة إلى القافلة بتغيير وجهتها، قال بيراوي: "القافلة تؤكد أنه لم يصلْها أي تعليمات للدخول من معبر العريش"، وأردف موضحًا: "لكن دأبت العادة أن تمرَّ كافةُ القوافل بعد دخولها الأراضي المصرية في أيٍّ من الأبواب الرسمية للدخول، بعد ذلك تمرُّ عبر العريش لعمل الإجراءات اللازمة للوصول إلى رفح؛ فعلى سبيل المثال قافلة "شريان الحياة 1" دخلت عبر معبر السلوم على الحدود المصرية الليبية، ولم تدخل من معبر العريش، ثم توجهت إلى معبر العريش، والقافلة الثانية جاءت عبر مطار القاهرة الدولي، بعد ذلك ذهبت إلى العريش لعمل إجراءات، وقافلة "أميال من الابتسامات" التي دخلت مصر قبل شهرين دخلت عبر ميناء بورسعيد، ثم ذهبت إلى العريش". وأضاف: "نحن كمنظِّمين رأينا أن ندخل من معبر نويبع المصري؛ باعتباره أحد المعابر الرئيسية في الأراضي المصرية، وقلنا للمسؤولين المصريين إننا مستعدُّون للذهاب للعريش كالعادة حسب المسار الذي تطلبونه". وأكّد بيراوي أنَّ القافلة تحرَّكت في ساعةٍ مبكرةٍ من صباح اليوم الثلاثاء (29-12) إلى الأراضي السورية؛ حيث من المقرر أن تتجه إلى ميناء اللاذقية، ومنه إلى العريش المصرية. كما أبدى بيراوي تخوُّفه من حصول تدخلات وعراقيل صهيونية خلال رحلة القافلة البحرية، مطالبًا الحكومة المصرية -التي شدَّدت على ضرورة تغيير مسار القافلة- بحماية القافلة من أية عرقلة أو اعتداءات أو تدخلات صهيونية.