تتعرَّض مدينة القدسالمحتلة والمواطنون المقدسيون على مدار عقود متوالية لعملية تهويد ممنهجة ومدروسة من قِبَل المؤسسة الصهيونية العالمية، وبتنفيذ مباشر من سلطات الاحتلال الصهيوني، وبرعاية رسمية من حكومته. وتشمل عمليات التهويد استمرار الاغتصاب والاستيلاء على منازل المقدسيين وطردهم منها تحت تهديد السلاح، وكذلك سحب هوياتهم وهدم منازلهم وعقاراتهم، بهدف تفريغ المدينة من سكانها الأصليين الفلسطينيين. وإلى جانب الميدان تقف وسائل الإعلام الصهيونية داعمة رئيسية، ومبررة تلك الجرائم التي ترتكب في القدسالمحتلة، حيث تعمل وسائل إعلام العدو على التغطية على جرائمه، وإظهار حق الصهاينة في القدس وأرضها المسلوبة. هدم المنازل في القدس في ذات الإطار كشفت مصادر صهيونية عن وجود 200 أمر قضائي صهيوني لهدم منازل فلسطينية في مدينة القدسالمحتلة لم تنفذ، حيث قالت الإذاعة الصهيونية الأحد (13-12): إن قضاة المحاكم يضغطون باتجاه تطبيق هذه الأوامر وإخراجها إلى حيز التنفيذ، محملين وزارة الداخلية الصهيونية وبلدية الاحتلال مسؤولية عدم تنفيذها. يذكر أن سلطات الاحتلال تتبع سياسة تطهير عرقي في مدينة القدسالمحتلة، مع عدم منحها المواطنين المقدسيين تصاريح للبناء، ثم تستصدر أوامر هدم ضد أي مبنى يشيد بالمدينة المقدسة بدون ترخيص، كما وقامت بهدم منازل المقدسيين ومصادرة عقاراتهم وبيتهم ومنازلهم، والسيطرة عليها تحت تهديد السلاح. الإعلام يحرض على الأقصى واستمرارا في انتهاك حرمة المقدسيين والمقدسات، كشفت الهيئة الإسلامية المسيحية في الأراضي الفلسطينية عن أن وسائل الإعلام الصهيونية تقوم بالتحريض على هدم المسجد الأقصى؛ من خلال تهييج المشاعر الدينية لدى المغتصبين وشحنهم بمزيد من التطرف والعدوان. وانتقد الأمين العام للهيئة حسن خاطر ما نشرته صحيفة "هاآرتس" الصهيونية مؤخرًا حول ما زعمت أنه نبوءة دينية تعود لأحد حاخامات القرن الثامن عشر ويُدعى "جاؤون فلينا"، الذي يزعم فيها أن اليهود سيشرعون في بناء هيكلهم الثالث فوق أنقاض الأقصى في السادس عشر من آذار (مارس) المقبل. وقال خاطر: إن وسائل الإعلام حاولت إضفاء مصداقية مسبقة على هذه المزاعم التنبؤية من خلال ربط هذه "الأكذوبة" بكنيس يهودي يبنى الآن في البلدة القديمة تحت اسم "معبد خوربا"، لافتًا إلى أن الصحيفة الصهيونية زعمت أن بناء الهيكل مرتبط بإكمال هذا المعبد، وأن إكمال بنائه حسب يكتمل في التاريخ الذي حددته نبوؤة الحاخام "جاؤون فلينا". وأوضح خاطر أن وسائل الإعلام الصهيونية تحرض بشكل صريح وواضح على هدم المسجد الأقصى للشروع في بناء الهيكل قبل التاريخ المزعوم، مضيفًا أن إطلاق هذا التحريض في هذه الصورة وسط أكثر من عشرين منظمة يهودية تتسابق للنيل من الأقصى، سيجعل من هدم الأقصى بمثابة العمل الديني والوطني الأول الذي ستحرص كل منظمة من هذه المنظمات على أن تكون صاحبة السبق في تحقيقه. وأكد الأمين العام للهيئة أن مختلف أجهزة الاحتلال والقوى والفعاليات غير الرسمية باتت تتمحور بشكل غير مسبوق حول أبشع الأطروحات المتطرفة التي تستهدف القدس والمقدسات، مضيفًا: إن الأيام والشهور القادمة ستكون الأسوأ على المدينة المقدسة. وطالب الأمة العربية والإسلامية بعدم الاستهانة بهذه التحريضات والتهديدات التي تتزايد يوماً بعد يوم في حق الأقصى والقدس وحول الهوية العربية للمدينة بصورة عامة. افتتاح متحف "الهيكل الثالث" وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث قد كشفت عن نية الاحتلال افتتاح متحف "الهيكل الثالث" المزعوم، في أقصى غرب ساحة البراق، قبالة المسجد الأقصى من الجهة الغربية. وجاء في بيان صدر عن مؤسسة الأقصى صدر الخميس الماضي، أن المتحف سيضم قاعاتٍ وغرفاً ومعارض تتركز في مفاهيم بناء الهيكل المزعوم، وعرضًا تاريخيًا عبريًا موهومًا وباطلاً في مدينة القدس، وفقاً للرواية الصهيونية. ومن أبرز مرافق هذا المتحف قاعة عرض كبيرة تضم شاشات ولوائح زجاجية كبيرة، تطل على حائط البراق والمسجد الأقصى، سيتم من خلالها عرض أشرطة وأفلام وعروضات تدعي تاريخًا باطلاً لليهود في مدينة القدس، وأوضح البيان أن المتحف سيفتتح لزيارة اليهود بمناسبة ما يسمى عندهم "عيد الشمعدان" لدى اليهود. وكان قد كشف قبل نحو عامين أن تكلفة هذا المشروع التهويدي ستكون 20 مليون دولار، سيتبرع بأغلبها الممثل الأمريكي "كيرك دوجلاس" وابنه، الممثل "مايكل". ومن الجدير بالذكر أن هذا البناء هو بناء إسلامي بالأصل يقع في طرفي حارة المغاربة والشرف اللتان هدمهما الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وافتتح فيهما لسنوات طويلة مركز توراتي بعنوان "آش هتوراة – نار التوراة". وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إنها ومن خلال زيارات ميدانية متكررة ورصد موثق علمت أن أعمالا تجري بتسارع لإقامة هذا البناء، ويتم في هذه الأيام وضع اللمسات الأخيرة من أعمال الدهان والنظافة العامة. مواجهات عنيفة بين المقدسيين والمحتلين ميدانيًّا، يواصل المقدسيين تصديهم لاعتداءات الاحتلال الصهيوني في مدينة القدسالمحتلة، حيث اندلعت مؤخرًا في حي الشيخ جراح في قلب المدينة يوم الجمعة الماضية مواجهات عنيفة بين شرطة الاحتلال من جهة وأهالي الحي ومجموعة من المتضامنين الأجانب من جهة أخرى، حيث أسفرت الاشتباكات العنيفة عن جرح أكثر من 16 مقدسيًّا ومتضامنًا أجنبيًّا. وكانت مجموعة من المتضامنين الأجانب زارت حي الشيخ جراح عصر الجمعة للتضامن مع العائلات التي صودرت منازلها لصالح المغتصبين، إلا أن عناصر الشرطة حاصرتهم واعتدت عليهم بالضرب. وقالت مصادر الحي أن أكثر من 2000 عنصر شرطة حاصروا الحي من جميع مداخله ومنعوا أي مقدسي من الدخول إليه أو الخروج منه.