تواصلت الدعوات المحذرة من مخاطر الهجمة الصهيونية المتصاعدة لتهويد القدس، وطالبت بسرعة التحرك لإنقاذ المدينة المقدسة من المخططات التي تنفذها حكومة الاحتلال والجماعات الصهيونية الاغتصابية التي تكاد تبلغ مراحلها النهائية. فقد كشف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة النقاب عن كارثةٍ جديدةٍ يجري بلورتها في خمس وزاراتٍ إسرائيلية عنصريةٍ تستهدف القدسالمحتلة . تهديم مرعب للمنازل المقدسية وقال الشيخ صلاح في مؤتمرٍ صحفيٍّ عقده يوم (7-5) في خيمة أم كامل التي أقيمت على أنقاض البيت الذي دمرته سلطات الاحتلال بحي الشيخ جراح في القدسالمحتلة: هناك مخططٌ واسعٌ يجري إحكام حلقاته لضرب النسيج الاجتماعي وتهويد الشيخ جراح ومنه إلى وادي الجوز والصوانة في ما يسمى بـ الحوض المقدس لمحاصرة البلدة القديمة، وتوسيع 32 بؤرة اغتصابية في محيط المسجد الأقصى للسيطرة عليه . وكشف صلاح عن شروع بلدية الاحتلال مؤخرًا في تنفيذ قياسٍ هندسيٍّ جديدٍ لكافة المنازل بالقدس؛ للبحث عن أية زيادةٍ في البناء لإصدار أمرٍ بهدم الجزء المضاف أو المبنى بأكمله، واصفًا أرقام المنازل التي تريد البلدية هدمها بـ المرعبة . وأشار إلى أن بلدية الاحتلال كلَّفت بعض المهندسين برسم مخططاتٍ هندسيةٍ جديدةٍ على حساب المنازل المقدسية، ونوَّه بوثيقةٍ خطيةٍ لمؤسسة عطيرت كوهنيم الاغتصابية، والتي عرضت خلالها على أحد المواطنين المقدسيين شراء مجموعة عقاراتٍ منه مقابل مليونين ونصف المليون شيقل (600 ألف دولار) عن كل متر مربع. من جهته كشف تقرير صادر عن رؤساء البعثات الأوروبية المتواجدة في الأراضي الفلسطينية يوم (7-5), أن الكيان الصهيوني يجري عملية تدمير ممنهجة للوجود العربي بالقدسالمحتلة. وذكر التقرير جملة أمور تصب في هذا الاتجاه، من ضمنها قيام الاحتلال بزيادة عدد السكان الصهاينة في القدسالشرقية مع ما يوازي ذلك من خفض في عدد السكان الفلسطينيين، وشدد على أنه لن يكون من السهل أو اليسير الفصل بين السكان الفلسطينيين و المستوطنين اليهود القاطنين في القدسالشرقية، بسبب تزايد أعداد هؤلاء المستوطنين بصورة غير مسبوقة. نشاطات اغتصابية محمومة وذكر أن المؤسسات التي يرعاها المستوطنون اليهود كمنظمة إل عاد ، و عطيرت كوهانيم تتبع أساليب مختلفة لتوسيع المستوطنات ، وهي غالبًا ما تنفذها بتمويل أجنبي. ولفت التقرير إلى أن قانون أملاك الغائبين هو أحد الأساليب التي تستخدمها المنظمات الاستيطانية للاستيلاء على أملاك المواطنين الفلسطينيين، معتبرة أن القانون يستخدم لتنفيذ حملة سرية أطلقتها حكومة الاحتلال التي كان آرئيل شارون يتزعمها تستهدف العقارات الفلسطينية في البلدة القديمة، وحي سلوان في مدينة القدس، وبالتالي تحويل ملكيتها إلى المستوطنين الصهاينة. ونبه إلى أن من الأساليب التي تلجأ إليها المؤسسات الاستيطانية اليهودية، شراء العقارات والأراضي من المواطنين الفلسطينيين بصورة مباشرة أو من خلال وسطاء، وفي كلتا الحالتين لا يعرف المواطنون الفلسطينيون الذين يقطنون في هذه المنازل أن منازلهم بيعت إلى مستوطنين إلا حينما يطردون منها. وأشار إلى أن المستوطنين يقومون ببناء وحدات استيطانية في قلب أحياء عربية، دون الحصول على التراخيص اللازمة، ولا يتم هدمها مثلما يحدث مع البيوت المملوكة للفلسطينيين. وذكر التقرير، أن سلطات الاحتلال شرعت فى بناء كنيس يهودي بالقرب من المسجد الأقصى، وهو ما يزيد من مخاوف الفلسطينيين من الخطط طويلة الأمد التي تعدها وتروجها بعض جماعات المستوطنين للاستيلاء على الحرم القدسي الشريف. وبين أن النشاطات الاستيطانية التي يجرى تنفيذها حول البلدة القديمة من مدينة القدس تأتي ضمن مخطط للاحتلال يهدف إلى خلق تواصل وامتداد جغرافيين بين الحلقة الاستيطانية المقامة في القدسالشرقية والبلدة القديمة. سرقة الآثار الإسلامية وتزييف التاريخ وعلى نحو متصل قامت سلطات الاحتلال بعرض أحجار سرقتها من مواقع قريبة من الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك في حديقة افتتحتها حديثاً في مبنى الكنيست الصهيوني، تصب في إطار خطط صهيونية لتهويد القدس وطمس معالمها بحسب مؤسسات فلسطينية تهتم بالتراث والوقف. وأبرز تلك الآثار حجر كبير بزنة خمسة أطنان سرق من موقع قريب من الجهة الشرقية الجنوبية للمسجد الأقصى أسفل المصلى المرواني، وكتب على لوحة بقربه حجر من الحرم القدسي ، وفي الشروح المرافقة ذكر أن هذا الحجر من عهد الهيكل الثاني المزعوم. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن تلك الخطوة تعكس إصرار المؤسسة الصهيونية وأذرعها السياسية الرسمية على تصعيد إجراءاتها وفعالياتها التي تستهدف آثار القدس، وتسعى إلى تهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية والعربية. وأضافت أن افتتاح تلك الحديقة يوم (5-5) هو محاولة من الاحتلال لإبراز تاريخ عبري موهوم في القدس الشريف انطلاقًا من الزعم بأن الحجارة المسروقة هي من بقايا الهيكل الثاني المزعوم. 60 ألف فلسطيني مهددون وفي نفس الاتجاه طالب رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية الروم الأرثوذكس في القدسالمحتلة المطران عطا الله حنا الدول العربية بالعمل وبسرعة على إنقاذ القدس من التهويد الذي أصبح في مراحله الأخيرة، مشيرًا إلى أن اليهود يستولون على المقدسات الإسلامية والمسيحية معًا. واستعرض في محاضرة ألقاها في جمعية مكافحة العنصرية والصهيونية في الأردن يوم (6-5) واقع القدس الحالي واصفًا إيَّاه بالكارثة، وقال: إن تهويدها قائم على قدم وساق، وإن الحفريات الصهيونية التي تنفذ تحت المسجد الأقصى المبارك تهدد مباني القدس التاريخية ، منتقدًا الموقف الرسمي العربي إزاء ما تتعرض له القدس. وفي سياق ذي صلة، أوضح تقرير جديد لمنظمة للشؤون الإنسانية تابعة للأمم المتحدة أن المعطيات تشير إلى أن حكومة الاحتلال تنوي بناء عشرات الآلاف من الشقق السكنية الجديدة في منطقة القدس وما يمسى غوش عتسيون ، بينها 20 ألفًا في مغتصبة جديدة تقام إلى الجنوب من القدس تحمل اسم غفعات ياعال ، و2000 وحدة سكنية جديدة في مغتصبة بات عاين و5000 وحدة سكنية في مغتصبة غفعوت . وكانت الأممالمتحدة الجمعة قد حثت الكيان الصهيوني على تجميد أوامر هدم منازل العرب في القدسالشرقية، مؤكدة أن 60 ألف فلسطيني مهددون بفقدان منازلهم إذا سمح بتدمير كل المساكن غير المرخص لها. وأكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق النشاطات الإنسانية في بيان صدر عنه مؤخرا، أن 28% على الأقل من المنازل الفلسطينية في القدسالشرقية بنيت من دون تراخيص لان بلدية المدينة لا تصدر إلا تراخيص محدودة للعرب في هذا الجزء منها. وأضاف المكتب بالتالي فإن السلطات الإسرائيلية قد تهدم منازل 60 ألف فلسطيني على الأقل من أصل 225 ألفًا يقيمون في القدسالشرقية . تحرك وعربي وإسلامي ضعيف وبسبب هذه التطورات وغيرها، طالب وزراء الخارجية العرب في اجتماع استثنائي عقدوه يوم ( 7-5) في القاهرة بوقف تهويد القدس ، ودعوا إلى دعم الفلسطينيين المقيمين في المدينة المقدسة وحولها. وقد رأى الاجتماع في التوسع الاستيطاني في الجزء الشرقي من القدسالمحتلة وهدم بيوت للفلسطينيين فيها ومصادرتها، والتنقيب أسفل الحرم القدسي الشريف وحوله، خطوات لتهويد هذا الجزء من القدس. وجاء في قرارات صدرت عن الاجتماع أن وزراء الخارجية يطالبون مجلس الأمن و الرباعية الدولية والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتدخل الفوري لوقف جميع الإجراءات الإسرائيلية في القدسالشرقية ، ونوه القرار إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى عزل القدس وطرد سكانها العرب وتهويدها . ويرى مراقبون أن التحركات العربية والإسلامية على المستويين الرسمي أو الشعبي إزاء حملات التهويد المتسارعة في القدس لا ترقى إلى الحد الأدنى المطلوب لدرء المخاطر المحدقة بالمدينة المقدسة، ومواجهة المخططات الصهيونية التي تستهدف طمس معالمها العربية والإسلامية.