عبرت المملكة المغربية عن استغرابها وخيبة أملها عقب مصادقة البرلمان البرتغالي، مؤخرا على ملتمس غير ودي حول وضعية المدعوة أمينتو حيدر، مؤكدة أن محتوى هذا الملتمس يتجاهل الدوافع الحقيقية لأمينتو حيدر ولمن يقفون وراءها، لا يمكنه أن يكون إلا عقيما. وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، في بلاغ لها نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء أول أمس الثلاثاء ، أن هذا التصرف المؤسف وغير المناسب، مهما كانت ظروف المبادرة إليه وآليات المصادقة عليه، قد أثار تساؤلات واستنكار جميع القوى الحية بالمملكة، بالنظر لعلاقات الود والاحترام المتبادل التي جمعت، على الدوام، بين البلدين الجارين. ومن جهة أخرى أكد علي بلحاج، الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ الجزائرية، على مغربية الصحراء وعلى إمكانية حل مشاكلها العالقة سلميا بين الجارين، المغرب والجزائر، متهما هذه الأخيرة بخلق بؤر للتوتر مع البلدان المجاورة. وقال بلحاج في حوار مع مجلة الوطن العربي: يقال إنهم يريدون التصدى للمغرب، لماذا التصدى للمغرب.. وقضية الصحراء المغربية يمكن حلها سياسياً، وهناك أمور أهم منها فى الجزائر، منتقدا في الآن نفسه لجوء جنرالات الجزائر إلى إبرام صفقات ضخمة للتسلح مع كل من روسيا وجنوب إفريقيا وبريطانيا، ومعتبرا أن الأسلحة التي تستقدمها الجزائر من هذه الصفقات تنوي استخدامها في مستويين: الأول يرمي إلى قمع الشعب الجزائري والثاني إلى إحداث بؤر للتوتر مع البلدان المجاورة. وأكد بلحاج، للمصدر ذاته، أن السفارة الأمريكية في الجزائر تحولت عمليا إلى قاعدة عسكرية أمريكية تابعة لأفريكوم تعقد الصفقات، مشككا في فحوى الزيارات التي يقوم بها جنرالات الجزائر إلى كل من بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية. وتأتي تصريحات بلحاج في الوقت الذي تزايدت فيه التفاعلات السياسية والدبلوماسية بشأن قضية الصحراء، بعد الإضراب الذي تخوضه أمينتو حيدر منذ ثلاثة أسابيع، وهو الإضراب الذي اعتبره الطيب الفاسي الفهري في حوار بثته فرانس 42، بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة لمجلس الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي ببروكسيل، أمرا يستجيب لأجندة سياسية تم التخطيط لها خارج المغرب. وقال وزير الخارجية إنه لا يمكن التصرف بهذا الشكل بجواز السفر وإهانة واحد من رموز هذه الجنسية، الذي تمثله هذه الوثيقة التي مكنتها من السفر والدخول والخروج من المملكة بكل حرية. وشهدت قضية حيدر تحركا للمجتمع المدني الإسباني، فقد أكد التحالف الإسباني-الشمال إفريقي، وهو منظمة غير حكومية يوجد مقرها في لاس بالماس، أن البوليساريو يرغب في رؤية المدعوة أميناتو حيدر ميتة، مشككا في أنها تخوض بالفعل إضرابا عن الطعام من أجل الشروع في مخطط عنف ضد المصالح الإسبانية كما فعلت في مرات سابقة. من جهتها اعتبرت الفيدرالية الإسبانية للجاليات المسلمة أن تصرف المدعوة أميناتو حيدر يندرج في إطار مؤامرة جزائرية ترمي إلى إطالة أمد التوتر مع المغرب وتعطيل إمكانيات التوصل إلى حل سلمي ودائم لقضية الصحراء. من جهتها أدانت التنسيقية المغربية لجمعيات المجتمع المدني ببلجيكا بشدة تصرفات المدعوة أميناتو حيدر التي تعمل لفائدة (البوليساريو) والجزائر وتسعى بكل الوسائل لعرقلة المفاوضات التي تعقد تحت رعاية الأممالمتحدة بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وفي ملف ذي صلة دعت جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر، السلطات الجزائرية إلى تقديم اعتذار رسمي على الأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بآلاف الأسر المغربية جراء ترحيلها من الجزائر في دجنبر 1975، معلنة في لقاء لها أول أمس الثلاثاء بوجدة، عزمها تنظيم وقفات احتجاجية أمام سفارة الجزائر بالرباط للتنديد بالأعمال اللانسانية للمسؤولين الجزائريين.