أوصى المشاركون في مشروع الإسلام والاندماج الذي استضافت مدينة روتردام الهولندية المرحلة الثانية منه على مدى أكثر من شهرين، بعقد مؤتمر عالمي حول اندماج المسلمين في الغرب تستضيفه روتردام قبل نهاية العام؛ وذلك باعتبار قضية الاندماج من أهم القضايا في ملف علاقة المسلمين بالمجتمع الذي يعيشون فيه. ودعت بلدية روتردام عددا من الخبراء بالشؤون الإسلامية من دول أوروبية مختلفة بينهم عدد من المسلمين، لمناقشة ما تمخضت عنه الجولتان السابقتان من حوارات الإسلام والاندماج، بهدف تفعيل كم هائل من البيانات والمعلومات في هذا المجال وتبويبها، ووضع الأولويات في كيفية إنجازها على أرض الواقع. وشارك في مناقشات إعداد التوصيات التي استمرت على مدى يومي 20 و2005-5-21 نحو 40 خبيرا بالشؤون الإسلامية، بينهم 6 من أبرز الشخصيات الإسلامية في أوربا، تقدمهم الدكتور طارق رمضان المفكر الإسلامي السويسري، والدكتور نوح القدو مدير المركز الثقافي الإسلامي بأيرلندا، والدكتور أحمد أقندوز رئيس جامعة روتردام الإسلامية. وفي تصريح نشره موقع إسلام أون لاين أمس قال الدكتور نوح القدو إن هذه المناقشات تندرج في إطار تحليل وتبويب ما أفرزته لقاءات الإسلام والاندماج التي امتدت خلال الشهور الماضية. وحول التوصيات التي تم التوصل إليها قال القدو: التوصيات كانت في عمومها مقبولة، وتناولت عددا من القضايا التي تهم علاقة المسلمين بالمجتمع الذي يعيشون فيه. وقال مدير المركز الثقافي الإسلامي بأيرلندا: إن التوصيات دعت إلى ضرورة احترام الآخر، والقبول بالحوار كمبدإ لحل القضايا، إضافة إلى إعداد تحركات لمقاومة التفرقة والعنصرية ضد المرأة المسلمة وحقها في ارتداء الحجاب. وتعليقا على اتفاقية المواطنة التي تجمع الجاليات الإسلامية بأوروبا قال الدكتور طارق رمضان في أثناء المناقشات: لا يمكن للمسلم أن يلغي الشريعة الإسلامية، ولكنه يعيش في بلد ينبغي عليه أن يكون له ولاء واحترام كامل لقانون هذا البلد. ومعلوم أن المرحلة الأولى من مشروع الإسلام والحوار بدأت في شتنبر ,2004 وتضمنت العديد من اللقاءات مع أبناء الأقلية المسلمة لمناقشة القضايا المتعلقة بأوضاعهم الاجتماعية والثقافية في المدينة، فيما بدأت المرحلة الثانية في فبراير 2005 واستمرت أكثر من شهرين. وتشرف السلطات المحلية بالمدينة بالتعاون مع عدد من المنظمات غير الحكومية -ومن بينها منظمات إسلامية- على هذا المشروع.