ألقى الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاري كلمة في المؤتمر العام الخامس للأحزاب العربية والذي أقيم في العاصمة السورية دمشق. وفي مستهل الكلمة شكر الشيخ الضاري الجمهورية العربية السورية شعباً وحكومة وقيادة على استضافتها ورعايتها للمؤتمرات الشعبية التي تسهم في نهضة الأمة، ليطلع بعد ذلك المؤتمرين على أوضاع العراق التي وصفها بالشاذة والتي تنحدر من سيء الى أسوأ، مؤكداً على ان أمر العراقيين اليوم أمرهم ليس بيدهم سياسياً وأمنياً واجتماعياً، بل هو بيد الاحتلال ومن جاء معه والمستفيدين منه. واتهم الشيخ حارث الضاري الكثير من العرب والمسلمين بالتخلي عن العراق وعدم الوقوف بجانبه وهو يدافع عنهم جميعاً، بعد اعتراف المحتل نفسه ان العراق ليس سوى بداية لإحتلالات أخرى لبلاد المسلمين. وذكّر الشيخ الضاري بتلك المقابر التي تضم رفات جنود عراقيين كانوا في دفاع عن العرب والمسلمين في هذا البلد وذاك، وهم الذين لم يدخروا جهداً من أجل نصرة ودعم إخوانهم أينما تعرضوا الى الحيف والظلم والاحتلال، وهو ما يفتقده اليوم العراقيون من إخوانهم وأشقائهم وأبناء جلدتهم من العرب والمسلمين، وهو ما يجعل أبناء هذا البلد المكلوم يعتبون ولا يزعلون على حد وصف الشيخ الضاري. وأكد الشيخ الضاري انه ورغم ذلك فان المقاومة لا تزال توجه اليوم ضرباتها الموجعة والشديدة الى المحتلين في أعقاب تلاشي زوبعة ما تسمى الصحوة التي صنعها المحتل بيديه، والتي انتهت على يد المقاومين البواسل، مبشراً ان المقاومة مستمرة ولن تتوقف حتى يخرج آخر جندي من أرض العراق، مشيراً الى ان أكثر من ثلاث وثلاثين ألف جندي محتل قتل في هذه الحرب بحسب سجلات جمعية المحاربين القدامى. وقال الأمين العام للهيئة أن التقارير الدولية قد أكدت ان أكثر من مليوني عراقي أستشهد على يد الاحتلال ومن جاء معه، وأن أكثر من ستمائة ألف عراقي معتقل موزعين على أكثر من مائة سجن، فضلاً عن السجون السرية التي يزيد تعدادها عن السجون العلنية، الى جانب أكثر من مليون أرملة، وأكثر من خمسة ملايين يتيم، مذكراً في ذات الوقت ان فلسطين وشعبها وقضيتها المصيرية تجري في دماء العراقيين الذين ورغم الجراح لم ينسوا إخوانهم وأشقائهم في بلاد الأقصى. وأوضح فضيلة الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق أن المقاومة العراقية متهمة بما يسمى (الإرهاب)، بل وأنها متابعة من مخابرات كثير من الدول المجاورة، إلى جانب الكثير من التهم الأخرى التي تلاشت اليوم بعد انكشاف الزيف لأبناء العراق الذين باتوا يدركون اليوم حقيقة ما يجري على الأرض، وأن (الإرهاب) أنما يرتكبه ويقوم به المحتل نفسه، من خلال جرائم أجهزة مخابراته، وشركاته الأمنية، التي يزيد تعداد عناصرها في العراق عن مائة وعشرين ألفاً. وختم الشيخ الضاري كلمته مبشراً العرب والمسلمين وجميع الشرفاء في العالم بقرب موعد التحرير والنصر في صراع الحق ضد الباطل في أرض العراق، والذي بات قاب قوسين أو أدنى من ذلك.