أكد البيان الختامي للاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي أنهى أعماله يوم الاثنين21/11/2005 بالقاهرة على أن المقاومة حق مشروع للشعوب كافة، لكنه لم يشر بشكل محدد إلى المقاومة العراقية.وذكر نص البيان الذي ألقاه عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية: مع أن المقاومة حق مشروع للشعوب كافة، بيد أن الإرهاب لا يُمثل مقاومة مشروعة. ومن ثم انتقل البيان إلى إدانة الإرهاب وأعمال العنف والقتل والخطف التي تستهدف المواطنين العراقيين والمؤسسات الإنسانية والمدنية والحكومية والثروة الوطنية ودور العبادة، مطالبا بالتصدي لهذه الممارسات فورا. الشيء الذي لم يمنع هيئة علماء المسلمين من إبداء تحفظها على بعض البنود التي أضيفت في اللحظات الأخيرة إلى البيان، لكنها أكدت أن هذا لا يمنعها من الالتزام به، في حين أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية التي رعت المؤتمر إلى أن هذا الأخير، الذي استمر ثلاثة أيام، نجح بنسبة 70%. كما طالب البيان بالالتزام بوحدة العراق وسيادته وحريته واستقلاله وعدم السماح بالتدخل في شؤونه الداخلية، واحترام إرادة الشعب العراقي وخياراته الديمقراطية في إطار التعددية ونظام اتحادي وحقه في تقرير مستقبله بنفسه. وأكد البيان على أن الشعب العراقي يتطلع إلى اليوم الذي يتم فيه خروج القوات الأجنبية من العراق وبناء قواته المسلحة والأمنية ويحظى فيه بالأمن والاستقرار، والتخلص من الإرهاب الذي يطال العراقيين والبنية التحتية العراقية ويُدمر الثروات وأجهزة الدولة. داعيا ، في نفس الوقت، إلى وضع جدولة زمنية لانسحاب القوات الأجنبية، وذلك بوضع برنامج وطني فوري لإعادة بناء القوات المسلحة تدريبا وإعدادا وتسليحا على أسس سليمة تُمكنها من حماية حدود الوطن ومن السيطرة على الوضع الأمني.كما أكد على ضرورة احترام موقف جميع أطياف الشعب العراقي، وعدم إعاقة العملية السياسية والمشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع واحترام رأي الشعب العراقي في اختيار ممثليه. ودعا البيان إلى الإفراج عن كل المعتقلين الأبرياء الذين لم يُدانوا أمام القضاء، والتحقيق في دعاوى التعذيب ومحاسبة المُقصرين ومرتكبي هذه الأعمال، والإيقاف الفوري للمداهمات العشوائية والاعتقالات بدون أمر قضائي موثق. وحث البيان على الالتزام بالحوار والنهج الديمقراطي ونبذ العنف، والاستعداد للمشاركة في العملية السياسية. كما تضمن البيان موافقة القوى العراقية على عدد من إجراءات بناء الثقة خلال المرحلة المقبلة ومنها: الابتعاد عن تبادل الاتهامات، ودعوة وسائل الإعلام العراقية والعربية للعمل على التقريب بين أطياف الشعب العراقي، وعدم استخدام المنابر الدينية والسياسية والإعلامية للتحريض على الكراهية والفُرقة، والعمل على توفير المناخ المناسب لإجراء عملية الانتخابات القادمة بصورة حرة وشفافة، وإيجاد صيغة عملية لعقد لقاءات منتظمة بين القوى السياسية والأطياف العراقية لتهيئة المناخ لتحقيق الوفاق الوطني العراقي. وفور انتهاء المؤتمر نفى الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين ما أعلنته بعض وسائل الإعلام من أن هيئة علماء المسلمين تحفظت على البيان الختامي للمؤتمر التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي، وأكد أنهم لم يتحفظوا على البيان، لكن على بعض الإضافات التي تمت إضافتها في اللحظات الأخيرة للبيان الختامي. وأكد الشيخ الضاري أن هذا التحفظ على تلك الإضافات لا يمنع (الهيئة) من الالتزام بالبيان الختامي والوفاء له ما دام فيه خدمة شعبنا، وما دمنا نعتقد أنه سيسهم في تطوير وتطبيع الأوضاع إلى خير مما هي عليه الآن. وأعرب الشيخ الضاري في ختام تعقيبه عن شكره للأمين العام لجامعة الدول العربية وكل من ساهم في هذا المؤتمر بالكلمة والجهد والحضور والتوفيق، وفي ختام كلمته صافح الضاري عمرو موسى. من جانبه أوضح الأمين العام للجامعة العربية أن النقاط التي قال الشيخ الضاري إنها أضيفت ويتحفظ عليها تتعلق بثلاث نقاط كان عليها خلاف تختص بالشأن الداخلي العراقي وتمت إضافتها إلى البيان الختامي في اللحظات الأخيرة، ولكنه لم يحدد تلك النقاط المضافة. وأشار الأمين العام إلى صعوبة مهمة التوفيق بين القوى العراقية، معتبرا أنها لن تتم في أيام معدودة بل هي عملية بدأت بخطوة المؤتمر وستستمر، معلنا أنه سيعين ممثلا خاصا لمؤتمر الوفاق العراقي الذي سينعقد في الأسبوع الأخير من شهر فبراير أو الأسبوع الأول من شهر مارس 2005 في العاصمة العراقية بغداد.