شيع يوم الأحد 8 نونبر 2009 بمكناس ما يزيد عن عشرة آلاف شخص يتقدمهم علماء وشخصيات دعوية وسياسية ووفود أجنبية من تركيا وفلسطين والعراق ومصر، جثمان الفقيد فريد الأنصاري إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي عياد بحي الزيتون، وحضر الجنازة التي مرت في جو مهيب الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف، وأعضاء المجلس المذكور، ورؤساء المجالس المحلية، وأعضاء من المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، يترأسهم رئيس الحركة محمد الحمداوي، وكذا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، ورئيس الرابطة المحمدية أحمد العبادي، وشخصيات أخرى. وألقى الدكتور بنحمزة رئيس المجلس العلمي لوجدة كلمة ذكر فيها بخصال الفقيد وفضله وجهاده، وقال: لقد فقدنا مصباحا من مصابيح هذه الأمة وعلما من أعلامها، كان قلبه مفعما بالإسلام وشريعته، وبحب القرآن وخدمته، إن الموت مصيبة، لكن المصيبة في العلماء أكبر.. إن هذه الأمة ليست بالعقيمة وستلد من العلماء منهم منارات، ودعا بنحمزة الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه ويرزق أهله الصبر والاحتساب. ومن جانب آخر، نصبت خيمة عزاء أمام منزل الفقيد بأمر من الملك محمد السادس وتحت ضيافته، تمت فيها تلاوة برقية التعزية التي بعثها الملك إلى أسرة الفقيد. وأعرب جلالة الملك في برقية التعزية لأسرة الفقيد ومن خلالها إلى كافة أهله وذويه عن عميق التأثر والأسى لرحيل الفقيد فريد الأنصاري، كما أعرب جلالته عن أحر التعازي وصادق المواساة، في هذا الرزء الفادح الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يلهم أسرة الفقيد جميل الصبر وحسن العزاء. وقال جلالة الملك في البرقية إن رحيل الفقيد إلى دار البقاء لا يعد خسارة لأسرتكم فقط، وإنما هو خسارة أيضا للمجلس العلمي الأعلى، ولهيأة العلماء الموقرة بممكلتنا الشريفة، نظرا لما كان يتحلى به الفقيد من سعة علم، وتفقه في الفكر الإسلامي، ولما خلفه من أبحاث واجتهادات فقهية وأصولية، مشهود لها بالقيمة العلمية الكبرى، والطابع الرصين والمتنور. وأكد الملك أن الفقيد كان معروفا بدماثة الخلق، والورع والاستقامة والنزاهة والغيرة الصادقة على الإسلام السني المالكي الوسطي، والوفاء للعرش العلوي المجيد، والإخلاص لثوابت الأمة ومقدساتها. جزاه الله عن ذلك أوفى الجزاء، ولقاه نضرة وسرورا وعوضكم عن فقدانه حسن الثواب والقدوة الصالحة.