الخمر والمخدرات احتلا الرتبة الثانية في سبب حوادث الطرق التي وقعت بمدن المغرب خلال ,2007 خلاصة توصلت إليها دراسة قامت بها لجنة حوادث السير همت 1259 سائق. ولا تقف الانعكاسات السلبية للخمور عند هذا الحد، بل إنه يسهم في الرفع من نسبة المرض بالسرطان، وهو ما أكدته دراسات علمية أنجزت في هذا الإطار، والتي أوضحت أن الإصابة بالسرطان في صفوف المدمنين على التبغ والخمور، تصل إلى ما بين 65%و 95%، وأكدت أن الذين لا يدخنون تكون نسبة الإصابة بالسرطان في وسطهم أقل مقارنة بالمدمنين، حسب الأستاذ الباحث بكلية الطب بالرباط عبد الله عباسي. من جهتها، تؤكد المعطيات الرسمية لوزارة الصحة أن مكافحة داء السرطان بمختلف أنواعه يمثل إحدى الأمراض الخطيرة التي ترهق كاهل الدولة وميزانيتها، وتتجلى هذه الخطورة في كون عدد الحالات التي تسجل سنويا تقدر بما بين 30 ألفا و54 ألف حالة جديدة، ومما يزيد الأمور أكثر تعقيدا أن الدولة تتكفل ب10 آلاف فقط منهم، بالنظر إلى الإمكانيات الضعيفة. كما يعد الخمر أحد الأسباب الرئيسية لحوادث السير، إذ سجل خلال سنة 2005 أزيد من 51 ألف حادثة، تسببت في أزيد من 80 ألف ضحية من ضمنها 3617 قتيلا. وتم تقدير كلفتها ب2,5 في المائة من مجموع الناتج الداخلي الخام. وحول المخاطر الصحية لكلتا الآفتين، أكد عباسي أن التبغ يعد عاملا أساسيا، وتعتبر الخمور سببا أساسيا في الإصابة بسرطان الكبد، هذا الأخير يرتفع عند المدمنين على الخمور القوية، خاصة الويسكي، بينما يتسبب الروج في سرطان المعدة. وتبين هذه الدراسات أن الخمور تتسبب في الرفع من نسبة حوادث السير وفي مرض السرطان وفي نسبة الجريمة، فضلا عن ارتفاع نسبة الطلاق والتصدع الذي يطال الأسر والمجتمع برمته. وسبق لشكيب بنموسى وزير الداخلية أن أكد بالبرلمان أن نسبة القضايا المرتبطة بالسكر العلني 16% من مجموع الحالات الإجرامية والجنحية المسجلة في الوسط الحضري خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة .2007 وعلى صعيد الاستهلاك، اعتبرت دراسة المهندس المغربي نور الدين بلفلاح أن نهاية الأسبوع وفترات الأعياد ونهاية السنة تشكل ذروة استهلاك الخمور، إذ تحقق الشركات العاملة في هذا الميدان من 35 إلى 40 % من رقم معاملاتها السنوية، ولهذا يلاحظ ارتفاع حوادث السير بشكل كبير يومي السبت والأحد وخلال الأعياد، إذ تعتبر الخمر ضمن الأسباب الرئيسة وراء حرب الطرق.