طالب الكاتب السياسي الفلسطيني عزمي بشارة الفصائل الفلسطينية برفض إجراء أي انتخابات في حالة عدم وجود ضمانات دولية بالاعتراف بشرعية الانتخابات وضمان رفع الحصار، منتقدًا الورقةَ المصريةَ الأخيرةَ وعدم احتوائها على ضمانات برفع الحصار والالتزام بنتائج الانتخابات في حال فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وقال بشارة -في مقال له على موقع "الجزيرة. نت" الأحد (18-10): "لكي توافق فصائل المقاومة الفلسطينية على اتفاق المصالحة المقترح مصريًّا؛ يجب أن تتعهَّد اللجنة الرباعية المتمثلة بالأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باحترام نتائج الانتخابات؛ أيًّا كان الفائز، وأن تلتزم بعدم فرض حصار على الشعب الفلسطيني إذا كان الفائز هو (حماس)". وأضاف: "عدم صدور مثل هذا الالتزام أو مثل هذا التعهُّد عن الرباعية المسؤولة عن الحصار؛ يوجه الرسالة التالية: عليك أيها الشعب الفلسطيني أن تنتخب طرف التسوية المتمثل بفريق أوسلو، وأن تمنحه الثقة، وذلك ليس لأنه جديرٌ بالثقة سياسيًّا أو مبدئيًّا أو وطنيًّا، ولا لأنك تؤيد التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، ولا لأنك مقتنعٌ بهذا الفريق بالمجمل، بل لأنك إذا لم تفعل ذلك فسوف تتعرَّض لحصار لا يكلُّ ولا يلين، ولا يعترض عليه النظام الرسمي العربي، بل يُسهم فيه، ولْيكن في حصار غزة المستمر منذ أعوام خلت والحرب التي شُنَّت على القطاع عبرة لمن يعتبر". وأردف قائلاً: "طبعًا لا نتوقع ممن يذهب للانتخابات بسيف الحصار والحرب المصلت من قِبَل أعداء الشعب الفلسطيني أن يخجل أو يشعر بالحرج، فهذا كثيرٌ في مثل هذه المرحلة، ولكننا نطلب منه ألا يُكثر من الخطابة والوعظ علينا في شؤون الديمقراطية". وأشار بشارة إلى أن هذه ليست انتخاباتٍ، بل هي مبايعةٌ تحت التهديد بالقتل؛ ليس قتل الناخب وحده بل قتل أبنائه وبناته أيضًا، الذين لا ذنب لهم. كما انتقد بشارة اعتبار عباس مرجعيةً عليا وهو طرفٌ في الخلاف، قائلاً: "يتضمن الاتفاق أمرًا رئيسيًّا آخر يتكرر في كل فصل من فصوله، وهو اعتبار رئيس السلطة مرجعيةً عليا فوق النقاش والخلاف، فهو بموجب اقتراح اتفاق المصالحة مرجعية لجنة الانتخابات، وهو مرجعية لجنة المصالحة والوفاق الوطني، وهو مرجعية الهيئة الأمنية العليا". وأضاف: "ينص الاتفاق على رئيس السلطة كمرجعية، وهو أحد أهم رموز الخلاف عند الشعب الفلسطيني؛ فهو يحتل مكانةً مرموقةً حتى بين مجموعة قليلة من الشخصيات الأقل شعبيةً والأكثر إثارةً للغضب على الساحة الفلسطينية منذ فترة طويلة، ورمزيًّا على الأقل ما كانت هذه الفقرات لتُكتب بهذا النص في هذه المرحلة بعد سفور السلوك في جنيف". وقال بشارة: "لا شك أن قيادات السلطة الفلسطينية سوف توافق على اتفاق المصالحة المصري ولو كان مجلَّدًا من ألف صفحة، وليس ثمانية وعشرين، ولو اشتمل على شرح مسهب لوسائل تحرير فلسطين، فهذه القيادات تنظر إلى الاتفاق كمجرد ديباجة لأمر واحد فقط؛ هو الانتخابات".