أكد الدكتور محمد سعيد قروق، رئيس شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإسانية ابن امسيك، أن الإنسان هو أساس أي تنمية في العالم؛ باعتباره الوسيلة والغاية في هذه العملية الإنسانية، مشيرا في محاضرة له نظمت أخيرا بكلية بن امسيك في موضوع التحولات العامة والحكامة التنموية بالمغرب إلى أن النظام الدولي الحالي يقوم على مفهوم التخلف حتى يبقى الشمال متقدما على الجنوب، إذ لابد من التخلف حتى يكون التقدم.وأوضح قروق أن نظرية التوزيع الدولي للعمل فرضت على الجنوب أن يكون مجالا للاستهلاك، مشيرا أن الدول التي تنتج فيه كالمغرب تجد نفسها مطوقة وتنتج لغير مواطنيها، مما يجعل دول الشمال تتقدم على حساب ثرواتنا وخيراتنا.وأكد المتحدث نفسه أن المغرب لا يمكن أن يتقدم بالطريقة التي تريد، مرجعا ذلك إلى ما أسماه بالإملاءات الخارجية التي تفرض عليه من قبل المؤسسات المالية والاقتصادية. وفي هذا السياق، تساءل عن الهدف والغاية من البرنامج الاستعجالي للتعليم، وكأن المغرب في كومة عل حد تعبيره، مؤكدا أن هذا المخطط أعطي له من قبل الخارج وطلب منه التنفيذ، بحكم أنه غير قادر على تحديد متطلباته من قطاع حيوي كالتعليم. واستشرافا للمستقبل، إذ سيبلغ عدد سكان المغرب سنة 2050 حوالي 51 مليون نسمة، شدد الدكتور القروق على تربية الأمة باعتبارها موضوعا غير قابل للتفويض ولا يناقش في عمومه، والذي يمكن مناقشته حسب رأيه هو تحيينها من حين لآخر حسب مبتغيات الزمن والمتطلبات الدولية والواقع المغربي.