12-2009- أكد السيد محمد سعيد قروق المدير التنفيذي للجنة الوطنية للبرنامج الدولي ل`(جيوسفير وبيوسفير)، التي يوجد مقرها بستوكهولم، أن التغيرات المناخية الجديدة تحتم ضرورة إعادة ملاءمة مخططات وطرق العمل مع هذه التغيرات على المستويين المحلي والإقليمي وأيضا العالمي. وقال السيد قروق، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش قمة كوبنهاكن، إن هذا المتغيرات البيئية تشكل معطى جديدا يفرض على المجتمع الدولي تغيير سياساته وعاداته وكذا سلوكاته في التعاطي مع الظواهر المناخية والمتمثلة بالأساس في دورة الفصول التي باتت تعرف اضطرابات كثيرة، والتغيرات الحرارية إلى جانب الجفاف وعدم استقرار التساقطات المطرية.
وأشار السيد قروق، المختص في علم المناخ والأستاذ بكلية الآداب بن مسيك، إلى "أننا أمام ظاهرة عالمية ولكن أيضا إقليمية ومحلية، والتي تستوجب القيام بدراسة أسباب التغيرات المناخية التي تتجسد على الخصوص في الفارق الحراري العميق بين درجات الحرارة العليا والدنيا إلى جانب دراسة العوامل المتحكمة في انتظام وحجم التساقاطات المطرية".
وأوضح أنه على أساس نتائج هذه الدراسات العلمية حول هذه الظواهر المناخية وأسبابها وتأثيراتها، يمكن وضع برامج لملائمة خطط العمل في مجالات الفلاحة والبنيات التحتية والمعمار وغيرها من المجالات التي تتأثر بالتحولات المناخية.
وأكد أنه يجب التعايش مع المعطيات المناخية الجديدة سواء في ما يخص مجالات التنمية أو الجفاف أو الفيضانات والتفكير في بناء سدود متطورة للتحكم في تدبير المياه في حالة ندرتها كما في حالة وفرتها.
ويلزم أيضا، حسب السيد قروق، الأخذ في الاعتبار الاضطرابات التي أصبحت تعرفها دورة المياه خاصة في ما يتعلق بتشييد قنوات صرف المياه وملاءمة مجاري المياه ومصباتها مع الوضعية المناخية الجديدة.
وبخصوص موجات الحرارة التي بات بعرفها العالم من حين لآخر، شدد على ضرورة ملاءمة قطاع الفلاحة ونظام الوقاية الصحية مع إعادة النظر في التصاميم الهندسية بحيث تصبح البنيات أقل انفتاحا على الخارج (النوافذ الخارجية) بغية التقليص من ولوج كمية كبيرة من الهواء الساخن والحد من استعمال مكيفات الهواء.
أما مواجهة موجات البرد القارص، فتتطلب، حسب هذا المختص في علم المناخ، تطوير بنايات أكثر مناعة أمام تسرب تيارات الهواء وتأخذ بعين الاعتبار الحاجيات المستقبلية في مجال المواد الطاقية المعدة للتدفئة.
وقال إن "المناخ الجديد" يحتم اعتماد أجندة فلاحية وزراعات تتلاءم مع طبيعة التساقطات المطرية وحجمها، مشيدا في الوقت نفسه بما تضمنه المخطط الأخضر من خطوات في هذا الاتجاه.
وأبرز أن الأمر يتعلق بخطط عمل ينبغي أن تشكل جزءا من خطة عمل وطنية تولي عناية خاصة لمجموع الظواهر المناخية الوطنية وتحدد جملة أولويات من بينها على الخصوص اختيار مصادر الطاقة التي يجب تطويرها أولا، ملحا على الأهمية التي يحظى بها برنامج الطاقة الشمسية الذي أطلقه المغرب مؤخرا على المستوى البيئي والاستراتيجي.
وأوضح أنه في هذا الإطار سيشهد المغرب في شهر مارس المقبل تنظيم لقاء مغاربي في موضوع "التلاؤم مع المتغيرات المناخية .. حصيلة وآفاق"، والذي سيعرف مشاركة مسؤولين حكوميين وباحثين ومختصين ومنظمات غير حكومية وإعلاميين.
ويهدف هذا اللقاء بالأساس إلى تقديم حصيلة ما يقوم به كل بلد واستعراض التطورات المناخية ووضع قائمة للبحوث المنجزة بخصوص المتغيرات المناخية بالبلدان المغاربية وبلورة مناهج عمل جديدة.
وفي ما يتعلق بقمة كوبهاكن، اعتبر السيد قروق أن هذه القمة لن تأتي باتفاق شمولي وذلك لتباين وجهات النظر في هذا المجال، بين الذين يدعون إلى اللجوء الطاقات البديلة والذين ما يزالون متشبثين باستعمال المحروقات، فيما فريق ثالث يدعو إلى استعمال مصادر طاقية ملائمة والعمل على تطويرها.