فجر انتخاب بيد الله رئيسا لمجلس المستشارين جدلا في الأوساط السياسة حول تداعيات ذلك على مستقبل الحكومة، وواقع المشهد السياسي في ظل تحولاته الراهنة، واستمرار ما يصفه متتبعو الشأن السياسي بالعبث. وقد أكد عبد الهادي خيرات عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي أن الولاة والعمال قاموا بإجراء اتصالات للضغط على المستشارين للتصويت لصالح الشيخ بيد الله، مضيفا في اتصال مع التجديد أن انتخاب رئيس مجلس المستشارين عرف تقدم مرشحين من حزب واحد، وأن المسرحية التي أظهرت منافسة بين الطرفين مظهرية تخفي وراءها واقع المشهد السياسي في المغرب. واعتبر خيرات أن المشهد السياسي الغامض، بدأ يأخذ ملامحه الحقيقية، وعلى الاتحاد الاشتراكي أن يجهر بما في البلاد من فساد حتى ولو أدى ذلك إلى إخراجه من الحكومة مضيفا، أن الوضع الراهن لا يستقيم إلا بإصلاح سياسي يأتي بعده إصلاح دستوري للحد من العبث الذي يتخبط فيه المشهد السياسي، وقال خيرات إن حزب الأصالة والمعاصرة ليس حزبا معارضا، وأتحداه أن يسقط القانون المالي للسنة المقبلة. من جانبه اعتبر سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أن صعود بيد الله يكشف أن الفرق النيابية لم تعد ملتزمة داخل أحزابها، وهو ما يرجع إلى أسباب متعددة منها ضعف الديمقراطية الداخلية، مضيفا في اتصال مع التجديد أن فوز بيد الله يعد استمرارا لزحف يقوم به الأصالة والمعاصرة بطرق غير مشروعة، مستبعدا في الوقت ذاته لجوء هذا الأخير إلى الإطاحة بالحكومة عن طريق تقديم ملتمس رقابي. من جهته اعتبر محمد ضريف أستاذ العلوم السياسي أن المشهد السياسي أصبح يتسم بنوع من العبث، لأن المسألة لا تتوقف عند حزب الأصالة والمعاصرة أو انتخاب بيد الله، وإنما، يضيف ضريف، يتعداه إلى مستوى الالتزام السياسي لدى البرلمانيين بشكل عام، والمستشارين على وجه الخصوص، وقال ضريف في اتصال مع التجديد إن قواعد اللعبة كانت تفرض أن يكرس منطق الأغلبية والمعارضة، وكان هذا المنطق يفترض أن تجدد الثقة للمعطي بنقدور الذي لم يكن سوى مرشحا لبعض مستشاري التجمع، وليس مرشح الأغلبية. وأكد ضريف أن انتخاب بيد الله لا يؤثر على المشهد السياسي لكون هذا الأخير غير محكوم بمنطق، ولأن المغرب أصبح يتعايش مع هذا الواقع الذي تصوت فيه الأغلبية مع المعارضة وينتقل حزب سياسي إلى المعارضة ويبقى وزيره في الحكومة، رغم ما يزعمه الحزب من كونه أقدم على إقالته، إلا أنه عمليا لا يزال من حزب الأصالة والمعاصرة.واعتبر ضريف أنه من الضروري الآن، بعد التساؤلات التي كرسها انتخاب بيد الله بشأن المشهد السياسي، الحديث عن المنطق الذي يحكم استمرار الحكومة، معتبرا الاستناد إلى حالة جلال السعيد الذي كان رئيسا لمجلس المستشارين بعد تشكيله أمر خاطئ، لكون السعيد كان رئيسا قبل أن ينتقل حزبه إلى المعارضة، بالإضافة إلى المناخ السياسي العام، جواد غسال