دشن الدخول السياسي جدول أعماله السنوي بحراك قوي شمل مجموعة من الأحزاب الكبرى في المغرب، فبين سنة تشريعية بملفات ملغومة كمدونة السير والحوار الاجتماعي والقانون المالي، وبين وضع الأحزاب الداخلي ووضعها في المشهد السياسي يبدأ الفاعلون السياسيون مرحلة جديدة بتقلبات مستمرة يعتبرها متتبعو الشأن السياسي غير مفهومة. فقد أكد عبد العزيز العلوي الحافظي، عضو المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن الحزب حصر جدول أعمال اجتماعه أول أمس الأربعاء في محاول للم الشمل وإيقاف الصراعات الداخلية، وتوقف مناقشة القضايا الأخرى إلى حين حسم الخلافات الداخلية، وحسب ما أكده الحافظي، فإن المكتب توقف عند مناقشة محاولة سرقة الحزب التي أجمع الجميع على رفضها، ووضع مسطرة تحدد طبيعة التفويض الذي وقعه مصطفى المنصوري لفائدة صلاح الدين مزوار، كما قرر المكتب تفعيل مسطرة تأديبية لمعاقبة من يخل بأدبيات وقرارات الحزب. من جهة أخرى كشف مصدر من حزب الاتحاد الاشتراكي استمرار أعضاء في الحزب في جمع الإمضاءات لبعث رسالة إلى المجلس الوطني القادم، من أجل حسم موقع الحزب وموقفه من البقاء في الحكومة، وبينما يدعو مجموعة من أعضاء المكتب السياسي إلى الخروج من الحكومة بعد أطوار الانتخابات الأخيرة وغياب أي إصلاحات سياسية، يتشبث طرف ثاني، حسب المصدر، بالبقاء في الحكومة، ولم يستبعد المصدر أن تتزايد حدة النقاش الداخلي في الأيام القليلة المقبلة، خاصة في إطار الندوات التي ينظمها الاتحاد بمناسبة مرور 50 سنة على تأسيسه، مضيفا أن هذا النقاش يطرح نفسه على عدة أحزاب بما فيها حزب الاستقلال، الذي يشكل استنجاده بالكتلة تلميحا إلى التخبط الذي يعيشه في ظل حكومة ضعيفة وتدخلات قوية من جهات سياسية أخرى، إشارة إلى حزب البام". واعتبر عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن خلخلة المشهد السياسي هي من آثار الوافد الجديد، ويقصد به حزب الأصالة والمعاصرة، لكونه، حسب حامي الدين، يقدم نفسه على أنه حزب فوق العادة وكحزب للدولة، وهو ما أحدث مشاكل داخل مجموعة من الأحزاب، خاصة أحزاب الأغلبية الحكومية، التي تعيش حالة من الانفصام بين الارتباط بالحكومة، وبين إرضاء حزب الدولة الكبير، وهذا له ارتباط بأفق الانتخابات التشريعية لسنة ,2012 وأكد حامي الدين أن حزبه غير معني بهذه الخلخلة وهذه التحولات باعتباره يستند إلى ورقة النضال الديمقراطي التي سطرها مؤتمره الأخير، مضيفا أن نضاله سيكون نضالا طويلا ومريرا وتحالفاتها التي يبحث عنها هي تحالفات قوية، وواسع على أرضية النضال الديمقراطي، وحول التحالف مع الاتحاد الاشتراكي اعتبر حامي الدين أن ذلك متوقف على حسم حزب الاتحاد الاشتراكي لنقاشه الداخلي بين أن يختار تجديد أرضيته السياسية والتزامه بالنضال الديمقراطي الذي كان سباقا إليه، وإما إن يجد نفسه رهينة بيد أحزاب الإدارة.