نظَّمت القوى الوطنية والإسلامية في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس يوم الأحد (11-10) مؤتمرًا صحفيًّا بعنوان "الأقصى منتصر"، وذلك في خيمة الاعتصام على سقف آل الحلواني في حي وادي الجوز في القدس. وتمحور المؤتمر حول آخر الأحداث في المسجد الأقصى والقدس؛ حيث أكد المتحدثون أن المسجد الأقصى حقٌّ خاصٌّ للمسلمين، وأن من حقهم الاعتكاف فيه دون استئذان من الاحتلال. وأكد المعتكفون في المسجد الأقصى أنهم أحبطوا باعتكافهم في المسجد الأقصى على مدار ثمانية أيام مخططَ الجماعات اليهودية اقتحامَ الأقصى، خلال ما يسمَّى ب"عيد العرش" العبري، الذي انتهى أمس السبت، كما أكد المعتكفون أنهم دخلوا المسجد الأقصى وخرجوا منه بمحض إرادتهم. فيما حيَّا المتحدثون دائرةَ الأوقاف في القدس على موقفها الشجاع والجريء، وأن دائرة الأوقاف هي صاحبة السيادة الشرعية على المسجد الأقصى المبارك. من جانبه قال الشيخ يوسف الباز القيادي في الحركة الإسلامية ومندوب المعتكفين في المسجد الأقصى المبارك، خلال المؤتمر الصحفي: "لم يكن اعتكافنا في المسجد الأقصى المبارك بمعزل عما يحدق بالمسجد الأقصى من أخطار، ونؤكد أن الاعتكاف في المسجد الأقصى هو حقٌّ مشروعٌ لنا، وأردنا من خلاله أن نوصل رسالتنا إلى المؤسسة الصهيونية الاحتلالية وللعالم كله؛ أنه ما دام الاحتلال جاثمًا على الأقصى فالخطر ما زال موجودًا، واعتكافنا كان جزءًا من دفاعنا وحمايتنا للمسجد الأقصى، ولرفع جزء من المخاطر عنه. بدوره حيَّا الشيخ عكرمة صبري، رئيس "الهيئة الإسلامية العليا في القدس" وخطيب المسجد الأقصى، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي؛ المعتكفين المرابطين في الأقصى، وقال: "جهود المعتكفين لفتت أنظار العالم إلى ما يُحاك ضد المسجد الأقصى المبارك، ونؤكد هنا أن الاعتمار والاعتكاف في المسجد الأقصى هو حقٌّ لأي مسلم في المسجد الأقصى وفي كل مسجد، ولا يحق لأيِّ أحدٍ كان كان الاعتراض على هذا الاعتكاف، ولا يحق للشرطة "الإسرائيلية" التدخل في هذا الاعتكاف؛ لأنه تدخل في شؤون المسلمين، كما أننا نحمِّل الشرطة الصهيونية مسؤولية الأحداث التي جرت خلال الأسبوع الماضي في المسجد الأقصى ومحيطه". أما محمد زيدان رئيس "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل"، فقال إنه وجد لدى المعتكفين كل الإرادة والمعنوية والعزم على حماية المسجد الأقصى، مؤكدًا أن الاحتلال هو سبب التوتر في المسجد الأقصى والقدس والمنطقة، وأن زوال الاحتلال عن القدس والأقصى سيُنهي كل هذا التوتر. من جهته نقل المطران د. عطا الله حنا تضامن الكنائس المسيحية والمسيحيين في القدس مع المرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى، كما نقل برقيات ورسائل تضامن كثيرة وصلته من المسلمين والمسيحيين، يُعربون عن تضامنهم مع المسجد الأقصى، وقال: "إن اعتكاف المصلين في المسجد الأقصى كان هدفه إيصال رسالة واضحة، وهو أننا متمسكون بحماية مقدساتنا وأوقافنا في القدس". وفي كلمته قال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة "فتح" -والذي استقال من منصبه في سلطة المقاطعة برام؛ احتجاجًا على إهمالها ملف القدس والمقدسيين وعدم توفير الميزانية المخصصة للقدس-: "إن انتهاء اعتكاف المعتكفين في الأقصى ليلة أمس؛ لا يعني أن الخطر زال عن المسجد الأقصى، فالخطر ما زال موجودًا، ولكن المعتكفين استطاعوا من خلال اعتكافهم حفظ المسجد الأقصى في هذه الجولة، خلال الأعياد اليهودية الأسبوع الماضي، ونريد هنا أن نشكر الدول العربية والأجنبية التي ضغطت على الكيان الصهيوني لوقف تصعيدها الأخير على المسجد الأقصى ومدينة القدس، كما نشكر دائرة الأوقاف في القدس على موقفها الكبير. كما استنكر عبد القادر التحريض الصهيوني على الشيخ رائد صلاح، الذي يشكِّل مثالاً كبيرًا للنضال من أجل القدس والأقصى.