عشرون أسيرة فلسطينية هم أولى ثمار عملية الوهم المتبدد قبل أربع سنوات، الوهم المتبدد كانت عملية عسكرية محصنة من الطراز الأول، في الوهم المتبدد انتصر العقل الفلسطيني على الميركافا الصهيونية، الفلسطيني يملك القدرة المعنوية والإرادة الفولاذية للدفاع عن الشعب وإيذاء العدو، ميزان القوى المادية مختل ولكن ميزان العقل ليس كذلك، جلعاد شاليط (أشهر أسير في الإعلام) دليل العقل الفذ للمقاومة، وهو ثمرة التخطيط الشجاع، الوهم المتبدد مرغ وجه جيش الدفاع الصهيوني المختل في التراب، اليوم وبعد (4) سنوات تقريباً يدفع الاحتلال مضطراً الضريبة التي كان يجب عليه أن يدفعها في اليوم الأول في عام 2006م، أربع سنوات وعقل الاحتلال في تبلد، أربع سنوات يعيش قادته الوهم نفسه، الوهم بالعثور على (شاليط) أو حتى قتله، اليوم يدرك الشعب الفلسطيني أن المقاومة الذكية والنوعية قادرة على تبديد الوهم وإعادة الوعي لقادة الاحتلال، الوعي عاد لملف الأسرى تدريجياً، عمر سليمان شارك في إخراج (إسرائيل) من الوهم، الوسيط الألماني قال للمفاوض الإسرائيلي أنتم أمام حماس، حماس لا تفرط كغيرها، لا بد من دفع الثمن، الثمن حددته حماس: ألف من الأسرى من ذوي الأحكام العالية إضافة إلى الأسيرات والنواب والأطفال، اليوم يخرج من سجن الاحتلال عشرون أسيرة في مقابل معلومات، فقط معلومات، عشرون قمراً بطلاً يغادرن المعتقلات يوم الجمعة رغم أنف السجان، عشرون مقاومة يدخلن الفرحة في جميع محافظات الوطن، فرح في الخليل وفرح في نابلس وفرح في بيت لحم وفرح في رام الله، انتصرت المقاومة، تحيا حماس، الفرح بالحرية لا يوازيه إلا فرح النصر، النصر مع الصبر، صبرت حماس والمقاومة وانتصرت. هذا نصر رمزي ذو دلائل لا ينبغي لأحد أن يهون من انتصار المقاومة فيخطئ كما أخطأ يوم هون من أسر جلعاد شاليط، يجدر فيمن يكرهون حماس ألا يكرهون الوطن. يجدر بهم أن يعتزوا بتحرير الأسيرات من كل الفصائل، حماس حركة وطنية وليست حركة حزبية، هكذا قال أحد قادة الجهاد الإسلامي بغزة، حماس تثبت مرة تلو الأخرى أنها مع الوطن قبل الحزب، ومع الأسير قبل الحرير، ومع الله قبل كل شيء. اليوم أو قل بعد غد الجمعة يعلو الآذان بطعم الحرية لعشرين من أسيرات الشعب الفلسطيني، وفي الغد القريب سيصدح الأقصى مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنبأ تحرير ألف أٍسير من أبطال فلسطين محكوم على نصفهم أحكام مؤبدة وعالية، تحيا حماس وتحيا المقاومة، هم لغة الأشهر القادمة. الطيران الإسرائيلي يحلق بصورة مكثفة في سماء غزة، يريد أن يخطف فرحة فلسطين وشعبها، المقاومة حذرة، المقاومة لا تستدرج، العقل المقاوم أثبت قدرته على التخطيط والتفوق، الشعب يريد أن يفرح بأولى ثمار الصبر، وبأول رسوب مدو للمرجفين في المحافظات، شكراً حماس، تحيا فصائل المقاومة، مبارك للأسيرات وذويهم، والحرية للشعب ..