انتقد مصطفى الصمدي وعبد الله الوزاني معدا ومقدما برنامجي الإسلام سلوك ومعاملات والإسلام وقضايا العصر اللذان تبثهما القناة الثانية الإكراهات والعراقيل التي تواجهها البرامج التلفزية الدينية، والتي تحول دون تقدمها ودون أداء الأدوار المنوطة بها. وكشف المتحدثان خلال ندوة صحفية نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء مساء يوم الثلاثاء 15 شتنبر 2009 بصندوق الإيداع والتدبير بالرباط عن مجموعة من العراقيل التي تواجهها البرامج الدينية، ومنها على الخصوص أوقات البث الذي تغير من وقت الذروة إلى مواعيد في منتصف النهار ومنتصف الليل، وضعف الأغلفة المالية المخصصة لها، مما أدى إلى تراجع نسب تتبعها، بالإضافة إلى غياب الوصلات الإشهارية التعريفية بالبرامج الدينية على القناة الثانية، وقد انتقد الصمدي تغيير توقيت بث برنامج الإسلام سلوك ومعاملات من قبيل المغرب إلى منتصف اليوم، وهو ما أدى إلى تراجع عدد متتبعيه الذين عرفوا تزايدا كبيرا. من جهته انتقد عبد الله الوزاني، في الندوة التي حملت عنوان نحو إعلام ديني مغربي رائد: الواقع والرهانات والتحديات، الحيز المالي الضعيف المخصص للبرامج الدينية، وبرنامج الإسلام وقضايا العصر، والذي أدى إلى إلغاء الاتصالات المباشرة مع مفكرين من خارج المغرب بسبب ضعف الميزانية المخصصة، كما انتقد الوزاني تغيير توقيت البث من الساعة التاسعة ليلة الجمعة إلى الواحدة والنصف من ليلة الاثنين. من جهتها انتقدت هاجر الجندي المخرجة والمتخصصة في الدراما الدينية اللغة التي أصبح الإعلام المغربي يستعملها، متسائلة كيف يعقل أن يقدم الإعلام اليوم ألفاظا نابية، وصورا لا يمكن أن يشاهدها الفرد مع العائلة؟ وكيف يعقل أن تكون هذه هي اللغة التي وصلنا إليها بعد قرون وقرون من الحضارة؟. ودعت هاجر الجندي إلى جعل أشكال تبليغ الرسالة الدينية متعددة، إذ يغني تعدد الحوامل هذه الرسالة، مضيفة أن الجميع كان ينتظر هذا النقاش منذ مدة، باعتبار الحاجة الملحة إلى إعلام ديني رائد يرد الهجمات التي يتعرض لها الدين من كل جهة ويعرف به ويؤطر، وأبرزت الجندي أنه لا يمكن للإعلام أن يكون وسيلة للإصلاح وعمارة الأرض إلا إذا كان مستندا للروح السمحاء للدين الإسلامي الحنيف.من جهته دعا إدريس الكنبوري الصحفي بجريدة المساء إلى ضرورة إعادة النظر في الأسلوب، مؤكدا أن هناك غربة بين الأسلوب الديني والقارئ المعاصر، مبرزا أن الأسلوب في طرح الأمور الفقهية والدينية يعاني الجمود. وسجل المشاركون أن نزوع وسائل الإعلام المعولمة لتحقيق أكبر قدر من الربح والانتشار الاستهلاكي أسفر عن زعزعة نظام القيم، وغذى العديد من الأزمات الأخلاقية على الصعيد الكوني من خلال العمل على إعادة تشكيل الوعي الجماعي العالمي وتكييفه على نحو يناسب حاجات السوق. وقد أجمع المتدخلون في الندوة على مجموعة من القضايا من أهمها ضرورة إسناد الإعلام الديني إلى ذوي الاختصاص، وعدم تركه حكرا على طرف يقدم من خلاله خطابا دينيا جامدا في ظل التغيرات التي عرفتها العديد من المجالات، وهو ما أحدث نوعا من الفجوة بين المخاطب الإعلامي والمتلقي كما أجمع المتدخلون على تعطش المغاربة إلى المنتوج الديني، والذي يبينه رجع الصدى عبر الرسائل ونسب تتبع المشاهدة، كما أجمعوا على الفراغ الكبير الذي يعانيه الإعلام من حيث البرامج الدينية التي تناقش القضايا ذات الارتباط بنبض الشارع. وفي تصريح صحافي أكد أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء على أن المغرب يملك كل المقومات والطاقات الكفيلة بإنتاج إعلام ديني رائد يتجاوز الوضع الحالي.