باستمرار برنامج الإسلام وقضايا العصر تكون القناة الثانية قد أرست لدعامة أساسية من البرامج الفكرية المهمة التي تعتمد الحوار الهادئ البعيد عن التراشق اللفظي والفكري وعن أسلوب المناظرات الذي اعتمدته القناة في وقت سابق، هادفة إلى اعتماد برامج وموضوعات ذات عمق حضاري وذات الصلة بالهوية الإسلامية و ترسخ لثقافة الحوار وقيم التسامح وتداول بعض القضايا التي تنخرط في صميم اليومي الديني والاجتماعي من قبيل برنامج الإسلام : سلوك ومعاملات الذي يقدمه الدكتور مصطفى الصمدي وبرنامج: >مواهب في تجويد القرآن الكريم< وبرامج أخرى ثقافية وفنية واجتماعية ورياضية تعزز الشبكة البرامجية بلون من النجاح والتألق . وقد كانت حلقة الأربعاء الماضية من برنامج >الإسلام وقضايا العصر< موفقة في اختيارموضوع الديمقراطية والشورى باعتباره موضوعا ما زال يشكل لبسا فكريا على المستوى المفاهيمي،ولذلك تمت تجلية بعض هذا اللبس من خلال تداول مجموعة من القضايا المفصلية لهذا المحور من قبيل اليمقراطية الغربية والشورى والديمقراطية وعلاقتها بالتعددية والديمقراطية بين البعد الكوني والبعد القومي والعوائق التي تحول دون تطبيق الديمقراطية. هذه المحاور قارب لها بلاتو متوازن أثثه نخبة من المفكرين ؛محمد الطلابي مصطفى المرابط والمختار بنعبد اللاوي وعبد الإلاه المنصوري ومن مصر المفكر الإسلامي فهمي هويدي، مع إدراج روبورتاجين اثنين تستقصي آراء بعض الصحافيين والمهتمين في الموضوع ذاته، وإن كان الحرص على التوزيع العادل لحصص المتدخلين قد فوت تصريف بعض الأفكارالمهمة، مع ما ميز الحلقة من مرونة اعتمدها عبد الله الوزاني منشط البرنامج في تنظيم وضبط محاور النقاش . ويبقى للبرنامج سعة الانفتاح على قضايا أخرى أكثر التصاقا بالمشروع الفكري المجتمعي ، بلغة تبتعد عن النخبوية وتصور يروم توضيح سبب حذف تصريح الصحافي أحمد ويحمان الذي سجله طاقم البرنامج لإدراجه ضمن روبورتاجي الحلقة ؛ إذ كان من الأحرى إعلان ذلك في الحلقة قبل أن نتصل بمصدر من القناة الثانية ليؤكد بأن السبب عطب تقني في الصوت شكرا على تفهمكم وإلى عطب آخر إن شاءت دوزيم والسلام ..