قُتل 12 مسلحا من جماعة الحوثيين وثلاثة جنود يمنيين في اشتباكات تجددت بين الطرفين صباح اليوم في محافظة صعدة شمال اليمن، في حين حذرت الأممالمتحدة من مخاطر قتال الشوارع داخل مدينة صعدة القديمة على السكان، الذين قالت إنهم يفتقرون إلى مقومات الحياة. ونقلت فضائية "الجزيرة" عن مصدر عسكري يمني قوله إن الاشتباكات وقعت في منطقتي جبل الصماء وبني معاذ، كما قال الجيش إنه قصف مواقع للحوثيين شرق وادي عيان واقتحم موقعهم في منطقة ذو سلميان، بينما تحدثت جماعة الحوثي عن صد هجمات للجيش في حرف سفيان. وفي وقت سابق كشفت تقارير إعلامية أن الجيش اليمني يمهد لهجوم شامل على الحوثيين يهدف للسيطرة على مدينة حرف سفيان، مؤكدة أن ثلاثة ألوية من الجيش اليمني تستعد للهجوم على المدينة من عدة اتجاهات بدعم من الطائرات والصواريخ البعيدة المدى. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اتهم زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر وجهات إيرانية بإقامة صلات مع جماعة الحوثيين التي يخوض ضدها الجيش اليمني قتالا في شمال البلاد منذ أسابيع. فيما نفى الناطق باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي اتهامات صالح لمقتدى الصدر، وقال إنها "غير صحيحة", وأضاف أن التيار الصدري حاول التوسط بين الطرفين وأبدى اليمن "تجاوبا" مع المبادرة، لكن هذه الوساطة توقفت لتفسح المجال لمبادرة جامعة الدول العربية. وعلى الصعيد الإنساني حذرت الأممالمتحدة من مخاطر قتال الشوارع داخل مدينة صعدة القديمة على السكان، وقال عمال إغاثة إن سكان قرى بكاملها ينزحون من شمال البلاد فرارا من الاشتباكات المسلحة هناك. وأكدت المصادر نفسها أن سكان مدينة صعدة ربما يكونون الأسوأ حالا لأنهم محاصرون في منازلهم بين القصف والمعارك في الشوارع دون مياه أو كهرباء أو اتصالات، ويواجهون ارتفاع أسعار الغذاء. وقال مسؤول برنامج الغذاء العالمي جيان كارلو سيري في تصريحات لوكالة رويترز: "الوضع يزداد تفاقما وترديا، لا نواجه أزمة إنسانية لقد أصبحت مأساة إنسانية". وتقدر الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة عدد النازحين من القتال في شمال اليمن بنحو 150 ألف شخص، ودعت إلى توفير نحو 23 مليون دولار إضافية لمساعدتهم.