تناول شيخ الأزهر الشريف محمد سيد طنطاوي خلال الدرس الحسني الثالث الذي ألقاه يوم الخميس موضوع حديث القرآن عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واستهل الشيخ طنطاوي درسه بتفسير الآية الكريمة، والتي وعد الله فيها السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم من المؤمنين بعظيم الأجر والثواب في الآخرة. وأوضح أن السابقين الأولين من المهاجرين تركوا ديارهم بمكة وهاجروا إلى المدينةالمنورة لإعلاء كلمة الله عز وجل ونصرة رسوله، واستمروا على ذلك إلى أن فارقوا الحياة. أما ثاني هذه الطوائف من المؤمنين المنعمين، فهم السابقون الأولون من الأنصار الذين استقبلوا رسول الله وأيدوا رسالته، إذ خصهم الحق سبحانه وتعالى بقوله الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم. أما الطائفة الثالثة، يقول الشيخ طنطاوي، فهم الذين اتبعوا السابقين من الأنصار والمهاجرين بإحسان، أي الذين اتبعوهم اتباعا حسنا في أقوالهم وأعمالهم وجهادهم وفي نصرتهم لدعوة الحق. من جهة أخرى، أبرز الشيخ طنطاوي مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تعلي من مرتبة هؤلاء الصحابة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم، موضحا أن الرسول يقصد هنأ أصحابه الذين رأوه وآمنوا به، ثم أتباع هؤلاء الصحابة ثم تلاميذ هؤلاء الأتباع. وأضاف أن هذه الأحاديث توعدت من يسيئ إلى أصحاب الرسول الكريم بسوء المصير، مضيفا أن هؤلاء الأخيار هم الذين رأوه وبلغوا ما حفظوا عنه حتى وصل إلينا لبنا سائغا للشاربين. وقال شيخ الأزهر إن الخلفاء الراشدين يأتون على رأس هؤلاء الأخيار، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أول العشرة المبشرين بالجنة وأول خلفاء المسلمين وأول من قدم نفسه وماله لخدمة الدعوة الإسلامية وسارع للقاء الرسول الكريم ليكون أول من آمن بدعوته. ثم انتقل الشيخ طنطاوي بعد ذلك للحديث عن سيدنا عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين، والذي سماه الرسول عليه الصلاة والسلام بالفاروق لقدرته على قول الحق وإحقاق العدل وتميزه بالفهم السليم للأمور وحكمه على الأشياء حكما سليما إلى درجة أن القرآن نزل في الكثير من المناسبات مؤيدا لرأيه. كما أبرز مناقب سيدنا عثمان ابن عفان الذي كان من السابقين للإسلام، ومنحه الله فضائل متعددة على رأسها فضيلة السخاء والحياء، وهي الفضيلة التي تجعل الإنسان يمتنع عن كل ما لا يليق من الأفعال والأقوال، مذكرا بأن الرسول كان يختاره للمهمات الصعبة. وختم الشيخ طنطاوي محاضرته بالحديث عن شخصية سيدنا علي ابن أبي طالب الذي تربى في بيت الرسول، وكان أول فقد كان مضرب المثل، ويلجأ إليه كبار الصحابة لحل أصعب المسائل.