شدد العربي المساري وزير الإعلام السابق على أن الصحافة سجل للقضايا المطروحة، ولهذا فهي مطالبة بالتبليغ بشكل صحيح، حتى تساعد على فهم الماضي الذي لا مناص من العودة إليه، وأوضح المساري خلال مداخلة ألقتها بالنيابة عنه الأستاذة ساندرا روخو فلوريس من جامعة غرناطة الذي تغيب لعذر صحي عن لقاء دولي حول موضوع الخطاب الإعلامي وسبل إعادة بناء الذاكرة المشتركة: نموذج الذاكرة المغربية الإسبانية؛ أوضح أن الذكريات تتراوح بين السيء والجيد، حيث تترك الأحداث آثارها ووشمها فيها. ولهذا فإنها -يقول المساري- تشتغل بحسب الإضافات التي تصبغها على الاختلافات الثقافية، وأكد المساري في عرضه على أن الصحفي مطالب في هذا المجال بأن يتوخى الدقة والتحري احتراما للأخلاقيات المهنية دون خلط بين التأمل السياسي والرغبة في تعديل الذاكرة وبين الصراع حول السوق. من جهتها استهلت الأستاذة إنماكولدا سمولكا (جامعة غرناطة) مداخلتها بالقول إن وسائل الإعلام لا تركز فقط على تقديم المعلومات ولكنها تقوم أيضا بتحليلها وتصنيفها وفقا لخطها التحريري. وسجلت خلال مداخلتها في محور التاريخ، الذاكرة السياسية والخطاب الإعلامي دور الصحافة المغربية في عملية التغيير السياسي وخاصة الصحافة المستقلة التي أدخلت تغييرا كبيرا في المشهد الإعلامي؛ ليس من حيث الموضوعات فقط، ولكن كذلك من حيث المعالجة وتناول القضايا المرتبطة بالتحول الديموقراطي وحرية التعبير. أما الأستاذ علي الهاشمي (صحفي وكاتب)، فقد تناول في محور الصحافة والتصورات الاجتماعية دور المثقفين المغاربة في تقريب الهوة بين المجتمعين وتفكيك هذه الصور النمطية، كما أشار إلى كيفية تطبيق القانون المتعلق بالهجرة الذي بدأ يشهد تمييزا بين المغاربة والمهاجرين من أوروبا، وبيّن أن الدور الأكبر في التقارب يقع على الصحافية المحلية لأنها الأقرب إلى الجمهور. وفي السياق ذاته أشار الأستاذ بوغالب العطار (صحفي باحث) إلى إكراهات الثقافة الشخصية والتكوين في العمل الصحفي باعتبارها معطيات قبلية ومؤثرة، موضحا أن الصحفي المهني والمحترم لمهنته لا يتنازل عن المصداقية والالتزام بالحقيقة دون التلاعب بالخبر. يذكر أن اللقاء الذي انعقد بالمؤسسة الأوروبية-العربية بغرناطة (إسبانيا) يومي 23 و 24 يونيو 2009 نظمه مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل، وجاء في سياق الندوة الدولية التي انتظمت بتطوان أيام 28 ,27 ,26 فبراير و 1 مارس 2009 من أجل معالجة موضوع أسئلة الذاكرة المشتركة بين المعالجة القانونية القضائية والمعالجة السياسية الحقوقية: نموذج مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية.