تتويجا لسنته الأولي من الوجود الفعلي والعملي ولسلسلة من اللقاء الوطنية والدولية التي انطلقت من مقر الأممالمتحدة بجنيف ، حمل مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل قضاياه إلى مدينة غرناطة بإسبانيا لمحاورة الجسم الصحفي الاسباني والمغربي – المهنيين منهم والمنظرين له - حول الذاكرة المشتركة من خلال الخطاب الإعلامي، والذي تبينت أهميته من خلال ندوة تطوان، التي جرت نهاية فبراير وبداية مارس الماضي حول موضوع " أسئلة الذاكرة المشتركة بين المعالجة القانونية القضائية والمعالجة الحقوقية السياسية " ودلك من خلال مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية. ساهم في أشغال الندوة، التي جرت طيلة يومي 23 24 يونيو 2009 ،في مقر المؤسسة الأوربية العربية للدراسات العليا بغرناطة ، أكاديميون وإعلاميون وفعاليات المجتمع المدني الإسباني، وكان دور الصحفيين كباحثين أو ممارسين بارزا في النقاش بحكم طبيعة الموضوع ، أي علاقة الذاكرة بالخطاب الصحافي. بعد افتتاح الندوة من لدن رئيس مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل عبد السلام بوطيب واستعراضه صيرورة النشأة والأهداف وصيغ العمل والمنهجية المقترحة من قبل المركز لمعالجة " قلاقل" الذاكرة المشتركة ، قرأت مداخلة الأستاذ العربي المساري ، وقد ساد في قاعة المحاضرات التابع " للمؤسسة العربية الاروبية" صمت عميق عكس اهتمام الحاضرين بما كان يقوله لهم عن بعد أحد كبار الصحفيين المغاربة وأحد كبار من خبر العلاقات بين المغرب والعالم الايبيري. ولقد لخصت مسيرة الجلسة الافتتاحية ساندرا روخو فلوريس الانتروبولوجية المكسيكية التي تدرس بجامعة غرناطة رسالة-مداخلة العربي المساري قائلة " إنها رسالة مفادها " أن لا مناص من الحوار بين الجيران والذاكرات، وأن في الأمر عمقا إنسانيا وحضاريا." في بداية الندوة تم عرض فلم وثائقي بعنوان " أسطورة غرناطة" للباحث والصحفي الحسن المجدوبي، و ساهم في نقاش الفلم الأساتذة والصحفيون عبد اللطيف شهبون و ساندرا الروخو ومحمد السعدي وإدريس الجبروني. دار المحور الثاني حول موضوع " التاريخ والذاكرة السياسية والخطاب الإعلامي" وساهم فيه الأساتذة والصحفيون، الموساوي العجلاوي، أستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط، وفرانسيسكو فيغيراس رولدان، مراسل التلفزة الإسبانية من غرناطة وعضو جمعية " استرداد الذاكرة"، و أنماكولا سمولكا ، باحثة في العلوم السياسية، والحسين المجدوبي ، باحث وصحفي وعضو المرصد المغربي الإسباني للصحافة، وتمحور النقاش في هذه الجلسة حول علاقة التاريخ بالذاكرة وبالسياسة وبالصحافة. وتمحورت الجلسة الثالثة حول " الصحافة والتصورات الاجتماعية : كيف يمكن للخطاب الصحافي أن يساهم في تقديم " الآخر " ، ويتعلق الأمر بتصورات متقاطعة، ساهم في هذا النقاش كل دومينغو ديل بينو، مراسل سابق لجريدة البايس بالمغرب، ورئيس سابقا للقسم العربي بوكالة الأنباء الإسبانية ، ثم بيدرو الروخو مدير المجلة العربية "الفنار"، وأيمن الزبير، مراسل قناة الجزيرة بمدريد. دارت الجلسة الرابعة حول موضوع " أهمية ودور الصحفي في تيسير التواصل بين مختلف الثقافات ودوره في إشاعة قيم حقوق الإنسان"، فقدمت مداخلات رشيد الرخا رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي، وفيران سالس، مراسل سابق لصحيفة " البايس " بالمنطقة المغاربية ، وأستاذ التواصل بجامعة برشلونة، وصاحب آخر كتاب عن الملك محمد السادس. والذي قدم طرحا متميزا في قضية العلاقات المغربية الإسبانية من خلال التعاون الاقتصادي بين الحكومة المحلية لكطالانيا والحكومة المغربية، وأن عددا من القضايا المثارة في هذه الندوة غير مطروحة لدى المجتمع الكاطالاني دون أن يخفي اعجابه الشديد بمشروع المركز وبخطواته رغم قصر عمره. ولربط النقاش الذي جرى بأعمال ندوة تطوان، قدم الأستاذ عبد الفتاح الزين التقرير التركيبي لهذه الندوة، عقب عليه بعروض كل من رافاييل غيريرو، مدير البرنامج الإذاعي بقناة كنال سور الأندلسية، والصحفي بوغالب العطار وبيدرو كناليس، صحفي بجريدة " إيل امبارسيال" ، وأنس بن صالح ، الصحفي بقناة الجزيرة. و في ختام الجلسات قدم نائب رئيس جامعة غرناطة المكلف بعلاقة الجامعة بالمغرب عرضا حول أهمية هذه الندوة في بناء حوار بين المغرب والأندلس، ودور الجامعة والباحثين والصحفيين في بلورة نقاش مثمر ومفيد للجانبين. ثم ختم رئيس مركز الذاكرة المشتركة الأستاذ بوطيب أعمال الندوة بالتركيز على الحضور الوازن للجانب الإسباني والمغربي، والمستوى الرفيع للعروض والنقاش، وسجل بكل ارتياح رغبة عدد من الفاعلين الإسبان على الاستمرار في عقد هذه الندوات التي تشكل جوابا لكل من يعرقل الحوار المغربي الإسباني والمصالح المشتركة للبلدين