بلغ عدد المحلات التي تروج للقمار في المغرب قرابة 1700 محل، حسب معطيات جديدة حصلت عليها التجديد، والمتعلقة بالخصوص بالشركة المغربية للألعاب والرياضة المهتمة بألعاب القمار وما تسميه ألعاب الحظ. وشهدت شبكة القمار تغلغلا ملحوظا في المدن المغربية، إذ أصبحت تنتشر في كل من مكاتب التبغ والمحلات المتخصصة والمكتبات والوراقات والدكاكين والمخادع الهاتفية، في ظل تأكيد عدد من المتتبعين على النتائج السلبية لتنامي هذه الظاهرة وخطورتها على الأسر والمجتمع. وتتوزع أنشطة الشركة المذكورة إلى 5 فئات، مكاتب التبغ التي تأتي في الرتبة الأولى، وتمثل 22,3 في المائة من رقم معاملات الشركة بحوالي 85,8 مليون درهم. والمحلات المتخصصة، التي تأتي في الرتبة الثانية، وحققت سنة 2008 رقم معاملات بقيمة 59,6 مليون درهم، أي ما يعادل 15,5 في المائة من رقم المعاملات الإجمالي، بالإضافة إلى المكتبات والوراقات، والدكاكين، والمخادع الهاتفية التي تتقاسم الحصة المتبقية. ويلاحظ تناقض وتضارب الآراء بين العديد من الجهات بخصوص هذا المجال، ما بين وزارة الداخلية التي ترخص له ووزارة المالية التي تستفيد من عوائده الضريبية، وما بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تحرمه. وفي الوقت الذي أكد شكيب بنموسى، وزير الداخلية، أن القمار عبارة عن أنواع من الألعاب والرهانات التي ينظمها القانون، وأن الألعاب المتداولة في الكازينوهات، والتي تخضع لمقتضيات تنظيمية تؤطر هذا القطاع، تتم مزاولتها وفق ضوابط منصوص عليها في دفتر التحملات، والتي تسهر مصالح الأمن الوطني على تنفيذها، وأن مزاولة هذا النوع من الألعاب يندرج في إطار تشجيع الاستثمارات السياحية، في تصريح سابق له في البرلمان، تصنف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لعبة اللوطو ضمن لائحة القمار والميسر، بحسب فتوى نشرتها الوزارة على موقعها الإلكتروني، بتاريخ 11/07/2005؛ جاء فيها (اللوطو نوع من القمار الذي هو الميسر، والميسر حرام، واستدلت بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه لعلكم تفلحون. وهو نفس الرأي الذي يزكيه ويؤكده الأستاذ عبد الله شاكر رئيس المجلس العلمي المحلي للجديدة الذي قال إن مثل هذه الألعاب مهما اختلفت مسمياتها وصورها وأشكالها (الرهان، ألعاب الحظ، اللوطو..) فهي من الميسر الذي حرمه الدين الإسلامي بنص واضح وصريح في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، وأشار في تصريح لـالتجديد أن مثل هذه الألعاب فيها غرر، والإسلام جاء ليحارب الغرر ويمنعه، مضيفا أن الجهات التي تنظم هذه الألعاب تأخذ مبالغ طائلة من الناس، إذ يدفع كل واحد مبلغا بسيطا من المال قد لايعود عليه بأي ربح أو فائدة. كما أنها تتحايل على الناس من خلال تغيير أسماء هذه الأنواع من الميسر والقمار وإغرائهم بالربح الطائل. ودعا شاكر المغاربة إلى العمل على معرفة الحكم الشرعي في كل أمر قبل الإقدام عليه، وأن يجتنبوه في حال جهلهم الحكم، كما اعتبر أن ربح مبالغ طائلة بهذا الشكل دون أن يبذل فيها المرء مجهودا أمر مرفوض في الإسلام الذي حث على العمل والكد، ونهى عن الربح بدون مقابل. وفي السياق ذاته، ضاعفت الشركة المغربية للألعاب والرياضات رقم معاملاتها ثمان مرات خلال سبع سنوات، إذ يبلغ عدد المغاربة الذين يلعبون القمار 3 ملايين مغربي، أي 10 في المائة من مجموع السكان. وحول أسباب تنامي اقتصاد القمار، أبرز عمر الكتاني أستاذ الاقتصاد الجامعي أن تغاضي الدولة عن مبدأ تحريم هذه الألعاب، بالإضافة إلى غفلة العلماء عن فتاوى لتأكيد هذا التحريم، والمطالبة بتوقيف هذه الظاهرة أسهم في نموها.وأشار الكتاني في تصريح سابق لـالتجديد إلى أن ما تربحه الدولة في جهة، يخسره المجتمع والدولة في جهة أخرى، ذلك أن الكلفة الاجتماعية تتجسد في ارتفاع الوافدين على السجون، وارتفاع نسبة الطلاق التي سجلت 70 في المائة في بعض المناطق، معتبرا أن الكلفة الاجتماعية كبيرة.وتشرف 3 شركات على هذا الاقتصاد، وهي الرهان المتبادل الحضري المغربي، ومؤسسة اليانصيب الوطني، والمغربية للألعاب والرياضات.وتحتكر المغربية للألعاب والرياضات المختصة في الرهانات الرياضية، تنظيم واستثمار جميع الألعاب الرياضية في الداخل والخارج، ما عدا ألعاب سباق الخيول واليانصيب الوطني، وهي شركة مجهولة الاسم تملك خزينة المغرب 90% من رأسمالها. وبخصوص الجانب القانوني، لم يشهد القانون الجنائي لسنة ,1962 أي تغيير على الرغم من التطور المضطرد للقطاع.