استغرب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران من سلوكات مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة فؤاد عالي الهمة، مستنكرا لجوءه إلى استعمال أجهزة الدولة لإجهاض جل التحالفات التي قام بها حزب العدالة والتنمية في العديد من المدن ومن أبرزها مدينة وجدة. واعتبر بن كيران، في ندوة صحفية نظمها مساء يوم الأحد 28 يونيو 2009 بمدينة وجدة، أن الهمة يشن حربا معلنة على حزب العدالة والتنمية، بدأها منذ سنوات. وعلمت التجديد أن السلطات الأمنية طوقت المجلس البلدي ومنعت الموظفين والمواطنين من الوصول إليه، وضاعفت من التعزيزات الأمنية يوم أمس الإثنين بعد تأجيل جلسة تشكيل المجلس البلدي لمدينة وجدة للمرة الثانية إلى يوم الجمعة المقبل لأسباب أمنية، حسب ما أفاده محمد العثماني الكاتب الإقليمي للحزب بوجدة، وكان مقررا إجراء جلسة تشكيل المجلس يوم أمس الإثنين، وقد منعت السلطات وصول الصحفيين، إذ أقدمت على محاصرة مبعوث التجديد إلى مدينة وجدة، حيث انتشلوا منه آلة التصوير والبطاقة الصحفية، وأقدم أحد المسؤولين على تهديد مبعوث التجديد بالمتابعة القضائية بعدما التقط صورا لمحيط البلدية المعززة بالمآت من قوات الأمن. هذا واستنكرت أزيد من 12 هيأة سياسية ومدنية وحقوقية بمدينة وجدة، في بيان توصلت جريدة التجديد بنسخة منه، تواطؤ السلطة المحلية بجميع مستوياتها مع التحالف الانتخابي الذي يقوده حزب الأصالة والمعاصرة، وإسهامها المباشر في إجهاض العملية الانتخابية لتشكيل المجلس ليوم25 يونيو.2009 البيان الذي حمل عنوان جميعا من أجل حماية الديمقراطية المحلية وقعه كل من الحزب الاشتراكي، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب اليسار الاشتراكي الموحد، وحزب البيئة والتنمية المستدامة، وحزب الأمة، وحركة التوحيد والإصلاح، والحركة من أجل الأمة، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والنقابة الوطنية للتعليم العالي فرع وجدة، والنقابة الوطنية للمهندسين المغاربة فرع وجدة، ومنظمة التجديد الطلابي فرع وجدة، استنكر تحويل جهات في السلطات العمومية إلى وسطاء للإغراء المادي على شاكلة سماسرة الانتخابات، واعتمادها لأسلوب الترهيب والتهديد على شاكلة ميلشيات العنف الانتخابي وإقحام المؤسسة الملكية في الحراك الانتخابي المحلي، على حد تعبير البيان. وكذب البيان ما ادعته السلطات المحلية من اختطاف واحتجاز مستشارين من قبل حزب العدالة والتنمية. ونددت الهيآت في بيانها بالإنزالات الأمنية المبالغ فيها، والتجند الغريب والتعبئة المطلقة لأجهزة الأمن المحلية وتوريطها في محاصرة واعتقال المستشارين الإثني عشر بالرغم من نفيهم العلني بعين المكان للادعاءات الكاذبة للاختطاف والاحتجاز، حسب البيان. وفي نفس السياق استنكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في بيان توصلت التجديد بنسخة منه، عدم سماح السلطة للصحافة وجمعيات المجتمع المدني، للتتبع المباشر لهذه العملية التي أسفرت عن اتخاذ قرار تأجيل انتخاب المكتب بعد مرور مدة وجيزة عن توقيت انعقاد الجلسة بدعوى عدم اكتمال النصاب القانوني، وهذا يطرح عدة تساؤلات حول مدى حياد السلطة، حسب البيان. ونددت الجمعية بالضغوطات التي تعرض لها مجموعة من المستشارين الجماعيين، وطالبت السلطة المحلية بالتزام الحياد في جميع حلقات العملية الانتخابية، كما طالبت بالكشف عن مصير المستشارين المختطفين. من جهة أخرى علمت التجديد من مصدر موثوق أن مجموعة من القيادات الحزبية حلت بمدينة وجدة أول أمس الأحد، إذ نزل كل من فؤاد علي الهمة، والشيخ بيد الله الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ومحند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية، ومحمد الموساوي عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، وتوفيق احجيرة عن حزب الاستقلال لمؤازرة تحالفهم.