بدأت لجنة تقصي الحقائق الدولية المكلَّفة بالتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، جلساتها في مقر وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة غزة الأحد (28-6)؛ حيث قدَّم اثنان من ضحايا العدوان شهاداتهما خلال الجلسة الأولى التي نُقلت وقائعها على الهواء مباشرة. ومن المقرر أن تستمر الجلسات العلنية لمدة يومين في خطوة غير مسبوقة في تاريخ لجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة. وكانت قوات الاحتلال شنت عدوانًا واسعًا على غزة بين الفترة 27 كانون الأول (ديسمبر) 2008م و18 كانون الثاني (يناير) 2009م، وخلفت 1418 شهيدًا؛ أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن و5400 جريح وآلاف المنازل المدمرة. وقدَّم المواطن موسى السيلاوي (91 عامًا) شهادته على جانب من وقائع العدوان الصهيوني، وروى خلال الجلسة بعض التفاصيل التي تذكَّرها حول العدوان على أحد المساجد في مدينة جباليا، وذهب ضحيته 17 شهيدًا؛ من بينهم ابنه وأربعة أفراد آخرون من آل السيلاوي. وأضاف السيلاوي: قد سمعنا بعد صلاة العشاء صوت قذيفة تضرب المسجد، ولم يكن لدينا أية فكرة عمَّا حدث، ثم بدأنا نصرخ جميعًا... كان الله في عوننا ، مضيفًا: أنا الآن في الحادية والتسعين من عمري، ولم أرَ أي شيء في حياتي شبيهًا بهذه المأساة . شهود عيان وخبراء وتعتزم لجنة التقصي الاستماع لشهادات عشرات الضحايا الآخرين، بالإضافة إلى شهود عيان وخبراء على اطلاع بمجريات الحرب وحيثياتها التي استمرَّت 22 يومًا، بالإضافة إلى عقد جلسات علنية أُخرى في مدينة جنيف في سويسرا الشهر المقبل، تستمع هناك لشهادات مغتصبين صهاينة حول ما تعرَّضت له المغتصبات الصهيونية من قصف المقاومة ردًّا على العدوان؛ وذلك لرفض الكيان الصهيوني التعاون مع أية لجان أممية. يشار إلى أن اللجنة المنبثقة عن مفوضية حقوق الإنسان في المنظمة الدولية برئاسة القاضي ريتشارد غولستون ، وهو من جنوب أفريقيا وسبق له أن شغل منصب المدعي العام للمحاكم الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة ورواندا. وكان القاضي غولدستون قد قال في وقت سابق: نريد أن يستمع المجتمع الدولي لأصوات الضحايا ويرى وجوههم . ومن المقرر أن تنهي اللجنة تقريرها في بداية شهر آب (أغسطس) المقبل، بحيث تنشر نتائج التحقيق في الشهر التالي. وكان أعضاء اللجنة قد زاروا 40 موقعًا مختلفًا، وتحدَّثوا إلى عشرات الشهود؛ بمن فيهم أقرباء ضحايا؛ من بينهم عائلة السموني التي فقدت 29 من أفرادها. وتضم بعثة التحقيق، فضلاً عن غولدستون ، البريطانية كريستين شنكين المتخصصة في القانون الدولي، والباكستانية هينا جيلاني القاضية في المحكمة الباكستانية العليا. وتتهم جهات فلسطينية وعربية ودولية عدة قوات الاحتلال بارتكاب جرائم حرب أثناء عدوانه العسكري على القطاع المحاصَر.