من الناحية المبدئية أنا أعتقد أن استعمال العامية في المنتوج السمعي البصري هو أمر مقبول لدى مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية حتى تسهم في رفع منسوب الوعي لدى هذه شرائح واسعة من المجتمع، لكن هذا يقتضي أن تستعمل العامية على سبيل المثال في برامج مثل يومية الفلاح والتوعية بخطوة حوادث السير والتوعية الصحية وغير ذلك من البرامج التي تؤدي فيه العامية دورا كبيرا في تحقيق التوعية، أما أن تستعمل العامية في مسلسلات تتمحور موضوعاتها حول الغرام والحب، فأعتقد أن هذا حمق مضحك ومقرف، وأعتقد أن تجربة دبلجة الأفلام إلى الدارجة ليست جديدة، فقد خاض إبراهيم السايح هذه التجربة في الستينيات عبر دبلجته للأفلام الهندية، لكن هذه التجربة فشلت ولم تنجح. الأسوأ من ذلك كله، أن المنتوج المدبلج الذي يعرض الآن هو من النوع الرديء، ولو مضت سياسية الدبلجة إلى البرامج الوثائقية والأفلام والمسلسلات ذات الجودة العالية، لما طرح هذا أي مشكل، ولاندرج هذا ضمن الانفتاح على الآخر وثقافته، لكن حصر الدبلجة في أفلام الغرام والحب يثير حقيقة علامات استفهام كثيرة.