سياسة الدبلجة التي انخرطت فيها القناة الثانية لا تنطلق من مبدأ الانفتاح على ثقافة الآخر وتكريس ثقافة التنوع، إذ لو توجهت إلى دبلجة أفلام وبرامج تعكس الثقافة العالمة للشعوب الأخرى التي يصعب علينا الاطلاع عليها من غير تحصيل لغاتها لقلنا فعلا إن الأمر يندرج ضمن هذا الانفتاح. المشكلة أن المنتوج المدبلج هو من النوع الرديئ البخس الثمن. وهذا في الحقيقة يعكس أزمة خانقة على مستوى الإنتاج الوطني. بصريح العبارة، القناة الثانية تعيش أزمة على مستوى الإنتاج الوطني، إلى درجة أنها أصبحت تعيد بعض الإنتاجات المغربية أكثر من أربع مرات، فهي لا تقوم أكثر من ملء الفراغ. ليس لدينا أي مشكلة أن تقوم هذه القناة بدبلجة إنتاجات يابانية، أو من أمريكا اللاتينية، فهذا شيء مهم يمكننا من الانفتاح على ثقافات الآخر، لكن هذا يتوقف على نوع المنتوج المختار للدبلجة، والواقع أن النماذج المختارة التي تعرض الآن هي من النوع الرديء الذي يتمحور بشكل أساس على الأفلام العاطفية وقضايا الحب والغرام، والتي تهدد الهوية وتطرح تحديات حقيقية على تربية الناشئة. نحن نحتاج إلى دبلجة الأفلام الجادة والبرامج الوثائقية والأعمال المسرحية الجيدة، وليس إلى هذه الأفلام التي تبرهن على الإفلاس الكامل والشامل لهذه القناة، الإفلاس الناتج عن غياب الرؤية واستغفال المواطن.