أخي الناخب.. عد إلى نفسك وأتح لها فضاء واسعا من الأمل.. لا تُسْلِمها لليأس والقنوط بسبب ما أصابها من إخفاق في محاولات سابقة.. كن صاحب عزيمة كبرى، رجاؤها لا ينفد وطموحها ليس له حد.. لا تتركُ فرصةً تمر بها حتى تستنفد منها كل أغراضها، ثم تتركها وتتحول عنها إلى أخرى، فتصنع معها صنيعها بالأولى وزيادة.. إنها عزائم الرجال الحديدية التي لا يصيبها ضعف ولا وهن.. كن مقبلا على كل ما يتاح لك ولا تتوانى تكاسلا حتى لا تُسْبق إليه من طرف منافس.. ومهما طال بك الطلب فاحفظ نفسك من الكسل والضجر.. قال الأحنف بن قيس: ((إياك والكسل والضجر؛ فإنك إن كسلت لم تؤد حقا، وإن ضجرت لم تصبر على حق. لا تضجرن ولا تدخلك مَعْجَزَةٌ فالنُجح يهلك بين العجز والضجر)). أخي الناخب.. كن مؤمنا قويا بالله ثم بنفسك الأبية، ولا تسمح لصوت المُعَوِّقين بإقعادك عن القيام بواجبك الديني والوطني يوم الجمعة، يوم الاقتراع الوطني لانتخاب المجالس الجماعية.. كن قويا كما أرادك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكون دائما وأبدا، وذلك بقوله: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير.. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز.. وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان)) رواه مسلم.. نعم كن قويا.. ومن علامات هذه القوة أن تكون حريصا على ما ينفعك وينفع أمتك، في الدين والدنيا، مستعينا عليه بالله.. والانتخابات تعتبر من أنفع شؤون العباد للعباد.. لأنها المدخل الأرحب إلى إصلاح أوضاع الناس وأحوالهم وتوعيتهم.. ولأهميتها الإصلاحية يجب علينا أن لا نبخل عليها بكل ما تطالبنا به من فرص وصبر كبير.. واعلم أن ((المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم)) كما في الحديث الصحيح.. فهو يخالطهم ويصبر عليهم الصبر الإيجابي، صبر أولي العزائم الكبرى من المصلحين، العصاميين المعروفين بالإقدام، ولو على بارقة خير، طمعا في استنقاذها من براثن المفسدين.. لا تقل: لقد جربنا كل الاستحقاقات الانتخابية ولم نعد منها جميعا بأي طائل.. ! لأن مثل هذا القول هو الذي لاحق الاستحقاقات في أكثر محطاتها، وكان سببا في حرمانها من تراكم تربوي إيجابي، يحمل الناس عند كل محطة على التضحية بجهد أكبر مما بذلوه من قبل لشرف العملية الانتخابية.. وهكذا دواليك حتى يأتي على الناس يوم تعظم فيه تراكماتهم التربوية فيقرروا ما لا يستطيع رده مفسد مهما كان حجمه.. أخي الناخب ليس أمامنا إلا أن تكون لنا عزائم كبرى ونفوس عصامية، لا تستسلم حتى تسود كما سادت نفس عصام.. نفس عصام سوّدت عصاما وعلمته الكر والإقداما