بدأ تفكير الإسلاميين في المغرب في المشاركة السياسية مع نهاية الثمانينيات، فوثيقة المشاركة السياسية التي أنتجتها حركة الإصلاح والتجديد يعود تاريخها إلى سنة ,1987 على الرغم من أن مجلس شورى الحركة لم يقرها بشكل رسمي إلا سنة ,1990 وهي الورقة التي حملت بين ثناياها ثلاث قضايا رئيسة: - التأصيل الشرعي للمشاركة السياسية. - تفصيل أهداف هذه المشاركة ومقاصدها. - تحديد آليات المشاركة السياسية وترتيب خطواتها. وقد عملت الحركة ابتداء من تاريخ صدور الوثيقة على تنزيل مقتضياتها على مستويين: - مستوى التعبئة الداخلية: وتمحور بشكل أساسي على إقناع أعضاء الحركة بفكرة المشاركة السياسية، وهي العملية التي امتدت إلى أكثر من سبع سنوات، إذ ظلت جريدة الراية، تنشر مقالات ذات طبيعة شرعية، وحوارات مع قادة الحركة الإسلامية حول جدوى المشاركة السياسية، كما أنتجت قيادات الحركة في هذه المرحلة العديد من الأشرطة التي تزيل بعض الالتباسات عن فكرة المشاركة السياسية (شريط توجه الجماعة عبد الإله بن كيران)، وتعرض لتجارب المشاركة السياسية للإسلاميين (شريط الإسلاميون المشاركة السياسية للمقرئ أبو زيد). - مستوى آليات تنويل رؤية المشاركة السياسية: والتي تم التعبير عنها من خلال مبادرة حركة الإصلاح والتجديد بتأسيس حزب التجديد الوطني سنة ,1992 والذي رفضت السلطات الترخيص له، ومبادرة رابطة المستقبل الإسلامي بتأسيس حزب الوحدة والتنمية، والذي لقي نفس المصير. وقد ظلت عملية البحث عن إطار سياسي لتصريف هذه الرؤية ممتدة، إلى غاية سنة ,1996 حيث تم الاتفاق على صيغة اندماج أعضاء حركة الإصلاح والتجديد في حزب الحركة الشعبية الدستورية والديمقراطية، وهي الخطوة التي استكملت مع توحيد الحركيتين: حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي (حركة التوحيد والإصلاح) في محطة المؤتمر الاستثنائي للحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية المنعقد سنة ,1996 ليتم الانتقال بعدها إلى تدبير أول مشاركة سياسية منظمة للإسلاميين سنة .1997 http://attajdid.info/def.asp?codelangue=6&info=12&date_ar=2008/11/21