افتتح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، يوم الإثنين 25 ماي 2009، القاعدة العسكرية الفرنسية في الإمارات العربية المتحدة، وهي أول قاعدة عسكرية لفرنسا في الخليج. ويأتي ذلك في وقت تتطلع فيه باريس إلى عقد صفقات بمليارات الدولارات لتزويد هذه الدولة العربية بمحطات للطاقة النووية وطائرات عسكرية متقدمة. ورفعت الأعلام الفرنسية الإماراتية فوق القاعدة البحرية المعروفة باسم قاعدة السلام في أبوظبي في حفل حضره نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإماراتي الشيخ سيف بن زايد آل نهيان. وستضم القاعدة نحو 500 جندي يتمركزون في ثلاثة مواقع على ضفاف مضيق هرمز، وهي قاعدة بحرية ولوجستية وقاعدة جوية ومعسكر للتدريب. وقال مسؤولون فرنسيون إن القاعدة البحرية في أبوظبي ستوطد العلاقات مع الإمارات وتعزز الجهود لمكافحة القرصنة وحماية التجارة. وقال رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تصريحات على هامش مؤتمر الأمن البحري الذي افتتح أمس في أبوظبي إن بلاده تتطلع إلى هذا التعاون بوصفه أحد الأعمدة الهامة التي تقوم عليها سياستها الخارجية ولأنه سيساعد على الاستقرار في منطقة الخليج. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر أمام المؤتمر إن القاعدة البحرية في أبوظبي تهدف إلى دعم وتدريب حلفاء فرنسا في هذه المنطقة، مضيفا أن نحو 90% من التجارة الأوروبية تمر بالبحر ويتعين الدفاع عن حركة المرور والتجارة. وشدد كوشنر على أن القاعدة البحرية ذات أهمية إستراتيجية أيضا للأمن والاستقرار الدوليين، مؤكدا أن بلاده تكفل أمن التجارة في هذه المنطقة والبحر المتوسط ومياه الخليج والمحيط الهندي. ورفض كوشنر أن يوضح هل استكملت دولة الإمارات صفقة شراء مقاتلات رافال من شركة داسو الفرنسية للطيران أم لا؟ وفي وقت يتهم فيه الغرب إيران بالسعي إلى السلاح النووي، تبرز القاعدة الفرنسية ايضا كرسالة سياسية لجيران إيران العرب. وقال مصدر من الرئاسة الفرنسية إننا نتمركز عمدا في موقع ردع (...) فإذا هجمت إيران فعلا، فإننا سنتعرض أيضا لهجوم. والقاعدة التي أنشئت بطلب من الامارات وتحمل اسم معسكر السلام، قد ساهمت ايضا في اعادة انعاش العلاقات العسكرية الفرنسية الاماراتية. ورأت بعض الاوساط السياسية في باريس، بما في ذلك المعارض اليميني فرانسوا بايرو، في هذا الانتشار الفرنسي في أبو ظبي تحولا استراتيجيا. ونددت بمخاطر انجرار فرنسا رغما عنها الى نزاع في المنطقة.