التقى لأكثر من ساعتين عدد من الجنرالات وكبار العسكريين الأمريكيين في اجتماع بالكونغرس عبر الفيديو مع عدد من القادة العسكريين الأمريكيين المنتشرين في أفغانستان والعراق والقرن الأفريقي والقواعد الأمريكية في العالم لمناقشة ظاهرة انتحار الجنود الأميركيين المتزايدة. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن مؤشر الساعة في كابل كان يتجاوز الثانية عشرة بعد منتصف الليل بقليل عندما ظهر العميد مارك مايلي على شاشة الفيديو في الكونغرس ليتحدث للجنرالات المجتمعين عن آخر عملية انتحار شهدتها وحدته المتمركزة في أفغانستان. وكان الضحية جنديا يبلغ من العمر 19 عاما، وكان يقوم بعمله الليلي في القاعدة فأطلق النار على نفسه، وأوضح الجنرال مايلي أنه لم تكن هناك أي مؤشرات على أنه سيقدم على إيذاء نفسه. وقال الجنرال بيتر تشيرلي في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الذي كان قد استلم تقريرا مفصلا عن الحادثة إن الجندي كان يقوم بوظيفة تتطلب ساعات طويلة من العزلة، مضيفا أن حالات الانتحار شهدت تزايدا ضمن أولئك الذين يعملون في عزلة لساعات طويلة. وأما الجنرال مايلي فرد بالقول إنه نادرا ما يقوم أحد من عشرين ألف عسكري يعملون تحت إمرته في أفغانستان بوظائف وهم منفردون. وذكرت واشنطن بوست أن معدل انتحار الجنود الأميركيين أصبح يفوق معدل النمو السكاني في الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أنه في عام 2008 أقدم 140 جنديا على الانتحار أثناء تأديتهم وظائفهم، مقارنة مع 60 جنديا منتحرا في عام .2003 وأضافت أن مختصين في الصحة النفسية ومستشارين في شؤون تعاطي المخدرات انضموا إلى المسؤولين العسكريين في ذلك الاجتماع الشهري، في ظل الحث على زيادة ساعات الاجتماع إلى أربع ساعات لمناقشة طرق الوقاية من الانتحار. وبعد أن أكمل القائد العسكري في أفغانستان تقديم مداخلته، جاء دور اللواء دانييل بولغر من العراق ليصف حالة جندي تابع له أقدم على إطلاق النار على نفسه هذا العام. وقال بولغر إنه كان قد سُمح للجندي بتناول دواء يتسبب في اضطراب النوم عند إضافته إلى الكافيين، موضحا أن قلة النوم بدورها قد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات متهورة.