وأوضحت المصادر أن عصابات التهريب الكردية تحصل مقابل تهريب الجندي الأمريكي الواحد إلى إيران أو تركيا على 500 دولار، إضافةً لمائة دولار مقابل شراء ملابس جنود البشمرجة لاستخدامها في الهرب و 400 دولار مقابل الحصول على جواز سفر مزور يمكن من خلاله الدخول إلى دول أوروبية أخرى. وأضافت المصادر أن هؤلاء الجنود الذين كانوا يحلمون بالحصول على الغرين كارد للحياة في الولاياتالمتحدة لم يجدوا أمامهم سوى الكابوس العراقي وما يحمله من خطر الموت والشقاء فسارعوا إلى الهرب من المستنقع العراقي بأعداد تتزايد يوميًا. وأشارت المصادر إلى أن من بين الجنود الفارين نسبة كبيرة من المجندات اللائي كُنَّ يعتقدن أنهن سيبقين في العراق لفترة قصيرة لكن فترة بقاءهن امتدت لأكثر من ستة أشهر يتعرضن فيها يوميًا لخطر الموت. من جانب آخر كشف أحدث استطلاع للرأي العام الأمريكي نشرته مجلة نيوزويك في عددها الأخير أن 49 % من الأمريكيين يعتقدون أن على واشنطن خفض عدد جنودها في العراق، والبدء في إعادتهم إلى وطنهم، إلا أن 51 % ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنه يجب عدم تخفيض تلك القوات إلا إذا تم استبدالها بقوات أجنبية. ويأتي هذا الاستطلاع في الوقت الذي بدأ فيه الجيش الأمريكي هذا الأسبوع بعرض إجازات على جنوده المنتشرين في العراق منذ مدة طويلة، وهذ هي أول مرة منذ حرب فيتنام يعرض فيها الجيش الأمريكي على جنوده إجازة راحة وترفيه. وستمنح الإجازات للجنود الذين صدرت لهم الأوامر بالانتشار قبل عام على الأقل، وتهدف إلى تخفيف حدة الملل والإحباط والإجهاد لدى الجنود المشاركين في عملية الانتشار التي لا تبدو لها نهاية محددة في بيئة غريبة وعدائية. ومعلوم أن صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية قد كشفت عن النقد الحاد الذي وجهه قادة لجنة الاستخبارات التابعة للكونغرس الأمريكي لوكالات الاستخبارات الأمريكية بسبب استعمالها معلومات قديمة وغير أكيدة في الوصول إلى استنتاجات بأن العراق كان لديه أسلحة دمار شامل وعلاقات مع تنظيم القاعدة. وكانت هذه اللجنة المكلفة قد أمضت أربعة أشهر في دراسة 19 مجلدًا من المعلومات التي استعملتها إدارة بوش في بناء حجتها باتجاه الحرب على العراق. وكانت عدة مظاهرات مناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق قد تصاعدت في عدة مدن وعواصم عالمية، فقد شارك أكثر من عشرة آلاف متظاهر في مسيرة في لندن للتعبير عن رفضهم للحرب في العراق، رافعين شعاراتٍ تقول: لا للمزيد من الأكاذيب، لا للمزيد من الحروب، وتزامنت هذه المسيرة مع مسيرات مشابهة في العواصم الأوروبية الرئيسية تندد بالحرب. وفي وسط مدينة بروكسيل تظاهر قبل يومين حوالي 2500 شخص؛ احتجاجًا على التواجد العسكري الأمريكي في العراق، كما تظاهر أيضًا مئات الأشخاص في باريس؛ احتجاجًا على الاحتلال العسكري الأمريكي في العراق. وكالات