ما هي الوضعية الراهنة للرياضة المدرسية؟ في البداية لابد من التأكيد على أهمية الرياضة المدرسية سواء في المنظومة التربوية الوطنية خصوصا، أو المنظومة الرياضية الوطنية عموما، باعتبار أن الرياضة المدرسية في المستوى الأول تتيح للطفل المغربي بصفته تلميذا بالمؤسسات التعليمية اكتشاف الرياضة في سن مبكر وفي إطار من تكافؤ الفرص بين جميع المغاربة، بحيث تسمح المدرسة بوصفها مؤسسة للتنشئة الاجتماعية تعميم الممارسة الرياضة، وخاصة بالسلك الإعدادي فما فوق، كما تتيح إمكانية تفتق المواهب الرياضية وصقلها خلال مسارها التعليمي، وذلك بالمشاركة في مختلف البطولات الرياضة المدرسية التي تشرف عليها مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية. ما هي المشاكل التي تواجه الرياضة المدرسية؟ هناك مشاكل بنيوية لا زالت تعاني منها الرياضة المدرسية كالخصاص الملحوظ على مستوى الأطر التربوية، والمقصود به هنا غياب إطار لتدريس مادة التربية البدنية والرياضية بالسلك الابتدائي، وخصاص في أطر تدريس المادة بالثانوي الإعدادي والثانوي التأهلي، بحيث أصحبنا نجد من يؤطر التلاميذ من دون تخصص (الأساتذة المدمجون وموظفو الجماعات المحلية). وكذا غياب أو في أحسن الأحوال ضعف البنية التحتية الرياضة بالمؤسسات التعليمية من ملاعب ومستودعات. وقلة الوسائل الديداكتيكية، وقلة أو غياب الاستفادة من التكوين المستمر لتأهيل الأطر المختصة في التخصصات الرياضية. أيضا صعوبات تأسيس واستمرار الجمعيات الرياضة، خاصة بالسلك الابتدائي وبالعالم القروي على وجه الخصوص. وعدم استفادة التلاميذ من أنصاف الأيام المخصصة للأنشطة الرياضية (الأربعاء والجمعة)، وعدم احترام المذكرات المنظمة لتدريس التربية البدنية (دمج الحصتين الأسبوعيتين في حصة واحدة) الشيء الذي لا يفيد التلميذ إن لم نقل يضره. ماهي المقترحات لتجاوز هذه المعيقات؟ لتجاوز هذه الوضعية لابد من تصور شامل وبعيد الأمد، أي وضع استراتيجية وطنية في أفق تأهيل الرياضة المدرسية، وقد بدت بعض ملامحه في الأفق، حيث تعمل الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية بتنسيق مع مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية على بلورة مشروع تعميم تدريس مادة التربية البدنية بالسلك الابتدائي من خلال عدة محاور منها توفير الملاعب الرياضية بالمدارس الابتدائية، إلا أن المشروع يصطدم في هذا المحور على الخصوص بواقع المدارس الذي لا يتوفر في الغالب الأعم على المساهمة الكافية لهذا الغرض. وبلورة دلائل للأساتذة بهذا السلك، الشيء الذي سيكون له آثار إيجابية في حالة نجاحه في اكتشاف المواهب مبكرا، وتهييئها بما فيه الكفاية لولوج السلك الثانوي الإعدادي، إضافة إلى المشروع المذكور، لابد من التفكير جديا في تغطية الخصاص الحاصل بالنسبة للأطر التربوية وذلك بالرفع من عدد المكونين في المراكز التربوية الجهوية أو المدرسة العليا للأساتذة. وكذا رصد اعتمادات خاصة بتجهيز أو تأهيل المؤسسات بالبنيات الرياضية التحتية (ملاعب، مستودعات الأجهزة الثقيلة)، وإدراج خانات لاقتناء الوسائل الديداكتيكية الخاصة بالتربية البدنية والرياضة الوسائل الديداكتيكية الخاصة بالتربية البدنية والرياضة، وكذا رصد ميزانيات للتكوين المستمر، خاصة بملف الرياضة المدرسية. وتسهيل المساطر القانونية الخاصة بتأسيس الجمعيات الرياضية، وتوفير موارد مالية لمساعدة الجمعيات الرياضية، خاصة بالمدارس القروية أو التي عدد تلاميذها ضئيل، والتالي مداخيلها لا تكفي حتى لمصاريف تكوين الملف، أيضا العمل على احترام المذكرات المنظمة للأنشطة الرياضية، وعدم برمجة حصص تربوية في هذه الأوقات، والعمل على الإبقاء على حصص التربية البدنية كما كانت في السابق حصتين أسبوعيتين على الأقل.