تبدو مليكة بنزيدية كطفلة في سنوات عمرها الأولى رغم أنها تبلغ من العمر 24 سنة، عندما زارتها التجديد في بيتها الكائن بدوار بني حسان المتواجد بتراب جماعة مكرس دائرة سيدي اسماعيل بالجديدة، كانت نظراتها إلينا تحمل رسائل مشفرة وكأنها تريد أن تبوح من خلالها بشيء، لكن إعاقتها الجسدية والذهنية لم تتركا لها فرصة التعبير عما يختزنه مخ هذه الشابة البريئة والتي لا تملك سوى ابتسامة طفولية تطل بين الفينة والأخرى من ثغرها لتعود من جديد إلى تقطيب قسمات وجهها وكأنها لا تثق بمن حولها. والدة مليكة فاطنة فهيد التي تسهر بكل تفان وإخلاص على رعاية فلذة كبدها المحرومة من نعمتي الصحة والعقل، طالبت والدموع تنهمر من عينيها بفتح تحقيق في ملابسات ملف استفادت من خلاله ابنتها من عطف، زعم أحد الموظفين الذي يدعى (ع) أنه سيأتيها من جهات عليا، هذا الأخير قدم نفسه لفاطنة على أساس أنه موظف بمندوبية، دون أن تتمكن من تذكر أية مندوبية. هذا الشخص - تقول والدة الطفلة - طلب منها إحضار صورة شمسية لبنتها وطلب منها وثائق تثبث الإعاقة وقام بإرسالها عبر البريد المضمون إلى كتابة الدولة المكلفة بالمعاقين مديرية الإدماج أكدال الرباط تحمل تاريخ 10 دجنبر ,1999 والمراسلة الثانية وجهت إلى الأميرة لالة حسناء بالقصر الملكي بالرباط بتاريخ 3 شتنبر ,1999 أما المراسلة الثالثة فهي موجهة إلى الأميرة لالة مريم رئيسة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بالرباط والمسجلة بتاريخ 3 يونيو ,2004 وبعد آخر مراسلة بستة أشهر خ تقول نفس المتحدثة خ حضرت لجنة من الدرك الملكي بسيدي اسماعيل مكونة من دركيين وأجروا بحثا دقيقا حول وضعية الطفلة المعاقة ووضعية أسرتها ومستواهم المعيشي الذي يشهد به المكان التي تعيش فيه الطفلة المعاقة، وبعد رحيل لجنة الدرك ظلت السيدة فاطنة تمني النفس بأن عطفا من جهات عليا سيأتيها حسب ما قاله لها الموظف السابق ولكن انتظارها طال وتبدد أملها، فقد مرت خمس سنوات على زيارة اللجنة لبيتها.. وتطالب الآن بفتح تحقيق لمعرفة مآل كل تلك الإجراءات التي أوهمتها بسراب قادم دون أن تتضح لها ملامحه. كما تطرح أسئلة نيابة عن ابنتها التي لا تقوى على الكلام عن مصير ملف ابنتها وعن مصير عمل اللجنة التي حضرت إلى الدوار خصيصا للبحث في هذا الموضوع؟