كازا نيكرا، و ليدات كازا، ومن قبل حلاق درب الفقراء ، حب في الدارالبيضاء، بيضاوة، كازا يا كازا، كازا باي نايت، كازا داي لايت، فوق الدارالبيضاء الملائكة لا تحلق، واليوم تستعد المخرجة نرجس النجار لتصوير فيلم جديد بعنوان كزاويات، ربما قد تقلد من خلاله شريط كازا نيكرا الذي قلد بدوره مخرجا أمريكيا مشهورا بنقل حثالة الكلام النيويوركي للسينما. ما يهم هو أن الفيلموغرافية المغربية التي تحمل عنوان الدارالبيضاء أو كازا طويلة، دون احتساب الأفلام القديمة والجديدة التي تتخذ لها من الدارالبيضاء فضاء دراميا دون إثارته في العنوان، إلى درجة يمكن القول أننا نعيش مع السينمائيين نوعا من الكازا مانيا(أي الهوس بالدارالبيضاء). صحيح أن الدارالبيضاء تتوفر على كل مقومات الفضاء السينمائي الناجح لغزارة قصصها وشخوصها وأحداثها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تظهر سينمائيا أو تصور الدارالبيضاء كمدينة مغربية تنتمي لرقعة جغرافية لها خصوصياتها الثقافية و الاجتماعية؟ بصفة إجمالية فان مدينة الدارالبيضاء تلعب دور الوحش أو الغول في السينما المغربية، على غرار بعض العواصم العالمية التي صورت بتلك الطريقة في أفلام دولية مثل نيويورك أو مومباي أو روما أو القاهرة غيرها...بمعنى أن الدارالبيضاء صورت بطريقة سلبية وقاتمة ، كفضاء الاحباطات الفردية والجماعية والعزلة والمال السهل والدعارة والإجرام ، فضاء يبلع الإنسان المغربي القادم إليها كيفما كانت وضعيته الاجتماعية، نظرا لما تعج به هذه المدينة من تناقضات اجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية. كل ذلك في غياب أدنى معالجة من أي زاوية كانت وذلك لطبيعة المتلقي المغربي الذي ينتظر دائما المعالجة/الحل. لكن ما يؤسف له هو: من جهة أن هذه الخصوصية التي تحتفظ بها كازابلانكا تستغل سينمائيا من اجل تفريغ والاستيهامات الجنسية بالخصوص، إما للتعبير عن انتقام فكري واجتماعي أو لهدف تجاري محض. من جهة أخرى غالبا ما تعرض البيضاء في الأفلام المغربية كمدينة لقيطة أو هجينة لا أصل ولا مفصل لها، لا تاريخ ولا حضارة لها، وكأنها فضاء جغرافي لا ينتمي إلى أرض أمازيغية عربية مسلمة تسمى المغرب. وهذا له انعكاساته السلبية على مستوى الذاكرة الجماعية (للأجيال المقبلة خصوصا) التي تلعب الصورة الدور الكبير في الحفاظ عليها.( بعيدا عن الشريط الوثائقي). و لذلك يظل شريط حلاق درب الفقراء للمرحوم الركاب متميزا من حيث انه زاوج بين جمالية الفيلم الروائي وواقعية التوثيق لزمان ومكان معينين. ومن هنا يتعين على السينمائيين المغاربة الحفاظ على كل مكونات هوية الدارالبيضاء و ليس جزءا منها، لأنه آنذاك ستكون الرؤية الدرامية مكتملة وغير مبتورة. كما ينبغي تسليط الكاميرا على الجانب المشرق للدارالبيضاء، الدارالبيضاء التي أعطت اعتى المقاومين المغاربة للاستعمار الفرنسي وكبار العلماء والفنانين والرياضيين وأقوى المجموعات الغنائية، فضلا عن سينمائيين أكفاء. ولن يتحقق ذلك إلا إذا تم الانكباب على الأدب المغربي المتعلق بالدارالبيضاء.