الندوة الدولية التي نظمها معهد الدراسات والأبحاث للتعريب في دورته الثالثة يكشف أمرين: الأول هو أن اللغة العربية لا تعاني من أي قصور ذاتي، وأنها على العكس من ذلك تتمتع بقدرة هائلة على مواكبة العصر. والثاني، أن هناك خبراء ومتخصصين كثر مستعدون لخدمة هذه اللغة وصناعة العديد من البرامج والتطبيقات التي تندرج ضمن المعالجة الآلية للغة العربية، لكن المشكلة، هي أن هذه الجهود في أحسن أحوالها تبقى جهودا فردية وضعيفة تفتقد إلى من يدعمها ويوفر لها الإمكانيات المطلوبة للنهوض بأوضاع اللغة العربية، وأنه ما لم يتم إخراج أكاديمية محمد السادس للغة العربية إلى حيز الوجود لتضطلع بدورها في هذا المجال، فإن هذه الجهود لن تبلغ أقصى أهدافها، ويبقى السؤال المطروح في هذا الإطار هو: لماذا تأخر إخراج هذه الأكاديمية؟ ومن يقف وراء ذلك؟ وما هي الخلفية اللغوية التي تحكم تعطيل إخراج هذه الأكاديمية؟