عزا الأستاذ عبد الفتاح حمداني تأخر حوسبة اللغة العربية إلى ضعف العناية التي تولى لهذه اللغة وقلة الإمكانيات المرصودة لها، وقال في الندوة التي نظمتها معهد الدراسات والأبحاث للتعريب في دورتها الثالثة أمس بالرباط بالمدرسة المحمدية للمهندسين، والتي جمعت ثلة من المتخصصين الأجانب ومن العالم العربي والإسلامي: من المؤسف أن تقوم جهات أجنبية بدور تطوير المعالجة الآلية للغة العربية؛ وتوظف فيها خبراء عرب، وأعرب حمداني، عن نية المعهد الذي يترأسه الاستمرار في القيام بمهمة النهوض بأوضاع حوسبة اللغة العربية، وذلك عبر البحث عن كل الفاعلين والعاملين في هذا المجال من مختلف الفرق والمختبرات، وتجميعها للاشتغال على مشاريع مشتركة، والوقوف على تجارب الآخرين في حوسبة اللغة العربية في العالم العربي أو في دول أجنبية، وأكد حمداني أن هذه الجهود تعمل على ملئ الخصاص الكبير الموجود في التطبيقات الآلية كالمدققات الإملائية والنحوية، والشكل، أو أنظمة ولوج المعلومات في شبكات الأنترنت. وتوقف الأستاذ موسى الشامي على الكتابات والبحوث التي أجريت في موضوع الحوسبة الآلية للغة العربية، واعتبرها دليلا إضافيا على ما تتمتع به اللغة العربية من قدرة هائلة على مواكبة العصر، وقال رئيس جميعة حماية اللغة العربية: هذا يزيدنا قناعة أن لغتنا العربية قوية، وأن الغائب الأكبر هو الجهود للنهوض بأوضاعها، ونوه الشامي بكل الجهود المبذولة لحماية اللغة العربية والنهوض بها، لكنه طالب بأن تتحول جهود فردية إلى جهود مؤسسية، وفي هذا الإطار طالب الشامي بضرورة الإسراع في بإخراج أكادمية محمد السادس للغة العربية لتقوم بهذا الدور. ومن جهته ثمن الأستاذ عبد الناصر التجاني الجهود التي يقوم بها معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، ووصفها بأنها يتيمة، وحذر من أن يؤدي ضعف الاهتمام بإدخال الاستعمالات الحديثة والمعاجلة الآلية للغة العربية إلى اتساع الهوية بين اللغة العربية واللغات العالمية، وطالب عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح بتدارك هذه الفجوة، وبذل جهود أكبر من أجل الاستفادة من تسارع التقنيات والإعلام لتقوم اللغة لعربية بدورها في التعبير عن الهوية وثراء الحضارة العربية والإسلامية. يشار إلى أن هذه الندوة الدولية ستمتد على يومين 4و5 ماي، وستعرض فيها العديد من البحوث والدراسات من لدن خبراء ومختصين أجانب، وستعرض لموضوعات مهمة في المعالجة الآلية للغة العربية من قبيل تقنيات التعرف الآلي، وبناء محلل صرفي، واستعمال الذكاء الصنعي في المعالجة الآلية للغة العربية وغيرها.