تتزايد المخاوف حول التأثيرات الاقتصادية لمرض أنفلونزا الخنازير حول العالم، وذلك بالتزامن مع اتساع رقعة انتشاره من جهة، وتأثيره المحتمل على التجارة العالمية وحركة تبادل السلع والسياحة من جهة أخرى، خاصة وأن ظهوره جاء في وقت يترنح فيه الاقتصاد العالمي ككل تحت تأثير الأزمة المالية. وتأتي تلك المخاوف، خاصة مع ظهور حالات من المرض في الولاياتالمتحدة وكندا، والحديث عن إصابات أخرى في دول أوروبية، حيث رأى خبراء أن الخسائر التي قد يسببها المرض ستضر بفرص انتعاش الاقتصاد العالمي قريباً. وقد سارع البنك الدولي إلى التدخل للمساعدة على احتواء المرض، من خلال إعلانه تقديم 205 ملايين دولار للسلطات المكسيكية على شكل تمويل سريع. وجاء ذلك في أعقاب اجتماع عقده مدير البنك، روبرت زوليخ، مع وزير المالية المكسيكي، أوغسطين كارستنز، الذي قال إنه من المبكر تقدير التأثيرات الاقتصادية للمرض. وذكر بيان للبنك الدولي أن المبلغ سيتم تأمينه للحكومة المكسيكية خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أسابيع، مبينا أن البنك سيساعد المكسيك على التعامل مع التأثيرات الاقتصادية للأزمة. من جهته، قال زوليخ إن البنك الدولي سينقل إلى المكسيك خبرته حيال تعامل الدول مع انتشار فيروسات مماثلة، كما في حالة أنفلونزا الطيور أو مرض السارس. وقد تراجع الطلب الأمريكي على البضائع المنتجة في المكسيك، الأمر الذي قد يفاقم أزمة البلاد الاقتصادية، بعد أن دخل نموها في مرحلة الانكماش بأكثر من أربعة في المائة للربع الأول من العام الجاري. وجرى طلب منع التجمعات والمناسبات العامة في المكسيك، ما أدى إلى دخول البلاد في حالة الشلل الاقتصادي، مع إغلاق المدارس والجامعات والحانات والمطاعم حتى السادس من مايو المقبل.