بعد رفع الحظر على نشاطه السياسي والذي استمر 11 عامًا، عاد السياسي المخضرم رئيس وزراء تركيا الأسبق نجم الدين أربكان إلى الحياة السياسية من جديد بعد أن أصدر الرئيس التركي عبد الله جول مرسومًا بالعفو عنه ثُمَّ اتخذت المحكمة المعنية قرارًا قبل يومين برفع حظر العمل السياسي عنه. وعقد أربكان البالغ من العمر 83 عامًا وهو أحد رؤساء الوزارات السابقين في تركيا مؤتمرًا صحفيًا بمقر حزب السعادة في أنقرة قال خلاله: لا فرق لدي بين رئاسة الحزب وبين العضو العادي لأنني لا أعترف بشيء اسمه السياسة بل أبذل ما بوسعي بنية العبادة وخدمة الشعب والوطن. وأكّد أنّ حزبه سيصل إلى السلطة قريبًا لإنقاذ تركيا من وضعها الحالي ووجه نداء إلى قيادة وأعضاء حزب العدالة والتنمية للعودة إلى الحزب الأم الذي انشقوا عنه وهو حزب السعادة حاليًا. وأعلن أربكان أنه سيقوم هذا الأسبوع بزيارة لطهران يلتقي خلالها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والمرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس إيران السابق هاشمي رفسنجاني. وردًا على سؤال حول حلف الناتو أعاد أربكان إلى الأذهان مقولة رئيسة الحكومة البريطانية السابقة مارجريت تاتشر بأنه من غير الممكن دوام أي أيديولوجية دون عدو تحاربه. ويعتبر حزب السعادة امتدادًا للفكر الذي أسّسه أربكان في بداية السبعينيات من القرن الماضي وأدامه عبر أحزاب عديدة أغلقتها المحكمة الدستورية تباعًا ابتداءً من حزب النظام المللي إلى حزب الرفاه الذي انشق عنه الرئيس الحالي عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورفاقهما مؤسسو حزب العدالة والتنمية الحاكم حاليًا في تركيا. وكان القضاء التركي حكم بمنع أربكان من العمل السياسي بعد حلّ حزبه الرفاه ـ السعادة حاليًا ـ لاتهامه بـتزوير أوراق رسمية من أجل عدم إعادة ما تبقى من الدعم الحكومي المالي للحزب في القضية المعروفة في تركيا بقضية المليار ليرة، إلى جانب الحكم بسجنه عقب الانقلاب الأبيض للجيش على حزبه في ,1997 وهي التهمة التي رفضها قادة الحزب آنذاك رفضا قاطعا واعتبروها غير صحيحة وملفقة وذرائع لحل الحزب لمنعه من ممارسة عمله السياسي على قاعدة إيديولوجية منبثقة من التصور الإسلامي لنظام الحكم.